الطرق المهلكة.
(وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ)
اي إن الله لا يكتفي بأن يرسم للبشر خريطة للحياة توضح لهم دروب السلامة بل ويعطيهم مشعل العقل والايمان ، حتى يكتشفوهم بأنفسهم هذه الدروب ، ويستوضحوا ما خفي عنهم منها.
(وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)
اي أن سبل السلام تنتهي بالتالي الى صراط واحد مستقيم لا عوج فيه ولا انحراف ينتهي بصاحبه الى الجنة.
لقد كفر الذين قالوا :
[١٧] وأبرز معالم الصراط المستقيم الذي هدى الله عباده اليه ، وزودهم بنور العقل للمشي فيه ، انه صراط التوحيد الخالص ، بينما الطرق الأخرى إنما هي سبل الشرك ، والانحراف ، وقد احتاجت البشرية جميعا ، وبالذات اليهود والنصارى لهداية الله ، وتجديد رسالته لهم لأنهم انحرفوا عن هذا الصراط المستقيم فقالوا أقوالا كافرة على أنبيائهم فمثلا قالت النصارى (أو طائفة منهم) : إنّ الله قد حل في المسيح حلولا ، فأصبح المسيح هو الله؟!
انها كلمة كفر ، وصراط أعوج. أن يكون العبد العاجز الذي لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ، إلها يملك السموات والأرض؟!
أية ضلالة أكبر من هذه الضلالة! ان يتصور البشر أن واحدا مثلهم يأكل ويشرب ويمشي في الأسواق وتعتريه أسباب الضعف والعجز هو إله يملك الشمس