وان الموقف الحاسم من المنافقين هو تصفية كيانهم الا بعض فئات منهم هم :
أولا : الذين تربطهم صلة التحالف معكم.
ثانيا : الضعفاء منهم الذين يخشون مقاتلتكم ، ويتخذون موقفا حياديا بينكم وبين قومهم ، ويفضلون السلام معكم.
بيد أن من هؤلاء من يتخذ موقف الحياد السلبي ، فهو يسعى من أجل الفتنة ، ولكنه يريد ان يشعلها بطريقة ذكية تؤمنه من أي ضرر ، فهؤلاء يجب إلحاقهم بسائر المنافقين ، وبالتالي محاربتهم.
بينات من الآيات :
الأدوار التنفيذية للرسول :
[٨٤] الرسول ليس مبلغا لرسالات الله فحسب ، بل ومنفذا لتلك الرسالات بنفسه سواء نفذها الآخرون أم لا ، وهذه الميزة تجعل الناس أكثر ثقة بالرسالات السماوية ، وأسرع استجابة ليس فقط لأنهم يجدون أمامهم تجسيدا حيا ، وعمليا لما يسمعونه من الدعوة ، بل ولأن (عمل) الرسول يصنع (واقعا) في المجتمع ، وان لهذا الواقع أثرا طبيعيا على المجتمع ، ويخلق انعكاسات على الحياة.
فمثلا قيام الرسول في مكة بفك رقاب العبيد بصورة مباشرة ، أو عن طريق إعطاء المال لبعض أصحابه حتى يشتروا العبيد ويعتقوهم ، ان ذلك خلق انعكاسا على المجتمع الجاهلي ، وشكل طبقة اجتماعية قوامها المتحررون من العبودية ، وكان لهذه الطبقة أثرها في الحياة.
وإعلان الرسول القتال ضد الكفار هو بذاته يشكل حقيقة واقعية تخلف أثرها