فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً)
ان الله يتوب على عباده ، وينشر رحمته عليهم ان هم تابوا اليه ، وأطاعوا ممثله في الأرض وهو الرسول ، وطاعة الرسول تشفع للبشر ذنوبهم الصغيرة ، إذ أن في ذلك طاعة لله في أعظم ما أمر به ، وان الحسنات الكبيرة تشفع في السيئات الصغيرة ، كما ان السيئات الكبيرة (كالشرك بالله وطاعة الطاغوت) تحبط الحسنات الصغيرة.
مفهوم الشفاعة في القرآن :
ان فكرة الشفاعة الصحيحة هي : ان الرسول يستغفر لمن يطيعه ، ويتوب اليه بإخلاص ، ولا يعني استغفار الرسول لأحد ان الله يغفر له حتما ، كما جاء في نص القرآن : (إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ))
وقد ردّ الله شفاعة نوح في ابنه واستغفار إبراهيم في أبيه.
وهذا هو الفارق بين فكرة الشفاعة الاسلامية ونظيراتها في الديانات الوثنية والمسيحية واليهودية المنحرفة ، ان الشفاعة الاسلامية لا تعرف الحتمية ، وما هي سوى دعاء الرسول ربه أن ينزل رحمته ، وبالرغم من أن الرسول مستجاب الدعاء ، فان ذلك لا يحتم على الله سبحانه أن يستجيب للرسول ، بل قد يرفضه رفضا لأنه هو الله الحكيم العليم.
اما فكرة الشفاعة أو الفداء عند الوثنية واليهودية والمسيحية ، فهي آتية من فكرة خاطئة اخرى هي : الزعم بتعدد الآلهة ، ووجود شركاء لله يتغالبون ويتنافسون في شؤون العباد ، وبتعبير آخر : الاعتقاد بفكرة وجود مراكز قوى