التركيب ، واستدللت على ذلك بقولهم : قمت إذ قمت ، فالذال كما ترى ساكنة ؛ ثم لمّا ضم إليها «ما» وركّبها معها أقرّها على سكونها ، فقال :
* إذ ما أتيت على الرسول فقل له (١) *
فكما لا يشكّ فى أنّ هذا السكون فى «إذ ما» هو السكون فى ذال إذ ، فكذلك ينبغى أن تكون فتحة النون من (أينما) هى فتحة النون من (أين) وهى استفهام.
والعلّة فى جواز بقاء الحال بعد التركيب على ما كانت عليه قبله عندى هى أنّ ما يحدثه التركيب من الحركة ليس بأقوى مما يحدثه العامل فيها ، ونحن نرى العامل غير مؤثّر فى المبنىّ ؛ نحو «من أين أقبلت» و «إلى أين تذهب» فإذا كان حرف الجرّ على قوّته لا يؤثّر فى حركة البناء فحدث التركيب ـ على تقصيره عن حدث الجارّ ـ أحرى بألا يؤثّر فى حركة البناء. فاعرف ذلك فرقا ، وقس عليه تصب إن شاء الله.
وفى ألف «ما» من (أينما) ـ على هذا القول ـ تقدير حركة إعراب : فتحة فى موضع الجرّ ؛ لأنه لا ينصرف.
وإن شئت كان تقديره «منون» كالقول الأوّل ، ثم قال : «أنتم» ، أى أنتم المقصودون بهذا الاستثبات ؛ كقوله :
* أنت فانظر لأىّ حال تصير (٢) *
__________________
(١) عجزه :
* حقا عليك إذا اطمأنّ المجلس*
وقبله :
يا أيها الرجل الذى تهوى به |
|
وجناء مجمرة المناسم عرمس |
وبعده :
يا خير من ركب المطىّ ومن مشى |
|
فوق التراب إذا تعدّ الأنفس |
إنا وفينا بالذى عاهدتنا |
|
والخيل تقدع بالكماة وتضرس |
وهذا الشعر من قصيدة للعباس بن مرداس السلمىّ قالها فى غزوة حنين. وانظر سيرة ابن هشام على هامش الروض ٢ / ٢٩٨ ، والكامل ٣ / ١٥٨ ، والكتاب ١ / ٤٣٢. (نجار).
(٢) عجز البيت من الخفيف ، وهو لعدىّ بن زيد فى ديوانه ص ٨٤ ، والأغانى ٢ / ١٢٦ ، والجنى الدانى ص ٧١ ، والدرر ٢ / ٣٨ ، والرد على النحاة ص ١٠٦ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤١٤ ، ٤١٥ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٤٦٩ ، والشعر والشعراء ١ / ٢٣١ ، والكتاب ١ / ١٤٠ ، ولسان العرب (منن) ، وبلا نسبة فى تذكرة النحاة ص ٣٦٢ ، وخزانة الأدب ١ / ٣١٥ ، والدرر ٥ / ٣٢٤ ـ