فقوله (تره) مما أجرى فى الوصل مجراه فى الوقف ، أراد : إلا تر ، ثم بين الحركة فى الوقف بالهاء ، فقال : تره» ثم وصل ما كان وقف عليه.
فأما قوله :
أتوا نارى ، فقلت منون أنتم؟ |
|
فقالوا : الجنّ ؛ قلت : عموا ظلاما (١) |
ويروى :
... منون قالوا |
|
سراة الجنّ قلت عموا ظلاما (٢) |
فمن رواه هكذا فإنه أجرى الوصل مجرى الوقف.
فإن قلت : فإنه فى الوقف إنما يكون «منون» ساكن النون ، وأنت فى البيت قد حرّكته ، فهذا إذا ليس على نيّة الوقف ، ولا على نيّة الوصل ، فالجواب أنه لمّا أجراه فى الوصل على حدّه فى الوقف ، فأثبت الواو والنون التقيا ساكنين ، فاضطرّ حينئذ إلى أن حرّك النون لإقامة الوزن. فهذه الحركة إذا إنما هى حركة
__________________
كالرّيح حول القنّه |
|
إلا تره تظنّه |
الكنة امرأة الابن أو الأخ ، قال سيبويه : بقت ولدا وبقت كلاما كقولك نثرت ولدا ونثرت كلاما. وامرأة مبقّة : مفعلة من ذلك ، المفنة : التى تأتى بفنون من العجائب. وانظر اللسان (بقق ، سمع). والمعنّة : المعترضة ، ويروى : سمعنّة نظرنّة ، بالضم ، وهى التى إذا تسمعت أو تبصرت فلم تر شيئا تظنّته تظنّيا ، أى عملت بالظن «وسمعنّة نظرنّه» ، أى جيدة السمع والنظر. وانظر اللسان (سمع). والعنة : الحظيرة من الخشب ، والقنة : الأكمة أو الجبل المستطيل.
(١) البيت من الوافر ، وهو لشمر بن الحارث فى الحيوان ٤ / ٤٨٢ ، ٦ / ١٩٧ ، وخزانة الأدب ٦ / ١٦٧ ، ١٦٨ ، ١٧٠ ، والدرر ٦ / ٢٤٦ ، ولسان العرب (حد) ، (منن) ، ونوادر أبى زيد ١٢٣ ، ولسمير الضبّى فى شرح أبيات سيبويه ٢ / ١٨٣ ، ولشمر أو لتأبط شرا فى شرح التصريح ٢ / ٢٨٣ ، وشرح المفصل ٤ / ١٦ ، ولأحدهما أو لجذع بن سنان فى المقاصد النحوية ٤ / ٤٩٨ وبلا نسبة أمالى ابن الحاجب ١ / ٤٦٢ ، وأوضح المسالك ٤ / ٢٨٢ ، وجواهر الأدب ص ١٠٧ ، والحيوان ١ / ٣٢٨ ، والدرر ٦ / ٣١٠ ، ورصف المبانى ص ٤٣٧ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٦٤٢ ، وشرح ابن عقيل ص ٦١٨ ، وشرح شواهد الشافية ص ٢٩٥ ، والكتاب ٢ / ٤١١ ، ولسان العرب (أنس) ، (سرا) والمقتضب ٢ / ٣٠٧ ، والمقرب ١ / ٣٠٠ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٥٧ ، ٢١١.
(٢) سبق تخريجه.