له نسبا ، ـ وفي لفظ : لا تستحقّ بها نسباً ولا ميراثاً ـ وإنّ معاوية يأتي الإنسان من بين يديه ومن خلفه و [من] (٦) عن يمينه و [من] (٧) عن شماله ، فأحذر ثم احذر ، والسلام».
فلمّا بلغ أبا بكرة أخا زياد لأمّه سميّة أنّ معاوية استلحقه وأنّه رضي ذلك ، آلى يميناً أن لا يكلّمه أبداً ، وقال : هذا زنى أُمّه وانتفى من أبيه ، ولا والله ما علمت سميّة رأت أبا سفيان قطّ ، ويله ما يصنع بأمّ حبيبة زوج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بنت أبي سفيان؟ أيريد أن يراها؟ فإن حجبته فضحته ، وإن رآها فيا لها مصيبة ، يهتك من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حرمة عظيمة.
وحجّ زياد في زمن معاوية ودخل المدينة ، فأراد الدخول على أمّ حبيبة ، ثم ذكر قول أبي بكرة ، فانصرف عن ذلك. وقيل : إنّ أُمّ حبيبة حجبته ، ولم تأذن له في الدخول عليها.
قال أبو عمر : لما ادّعى معاوية زياداً دخل عليه بنو أُميّة وفيهم عبد الرحمن بن الحكم ، فقال : يا معاوية لو لم تجد إلاّ الزنج لاستكثرت بهم علينا قلّة وذلّة. فأقبل معاوية على مروان وقال : أخرج عنّا هذا الخليع. فقال مروان : والله إنّه لخليع ما يطاق. فقال معاوية : والله لو لا حلمي وتجاوزي لعلمت أنّه يطاق ، ألم يبلغني شعره فيّ وفي زياد؟ ثم قال لمروان : اسمعنيه. فقال :
ألا أبلغ معاوية بن صخرٍ |
|
لقد ضاقت بما تأتي اليدانِ |
أتغضب أن يُقال : أبوك عفّ |
|
وترضى أن يقال : أبوك زانِ |
فأشهد أنّ رحمك من زيادٍ |
|
كرحم الفيل من ولد الأتانِ |
وأشهد أنّها حملت زياداً |
|
وصخرٌ من سميّةَ غيرُ دانِ |
__________________
(٦) و (٧) الزيادة من تاريخ دمشق.