وسلاحه ، وكان أصحابه قد فارقوه فلمّـا أبعدوا عنه ، سمعوا التكبير وقائلاً يقول : قتل الخبيث ، قتله ابن أبي الكنود وأُلقيت جثته للكلاب (١).
ثم أُرسل إلى خولي بن يزيد الأصبحي وهو صاحب رأس الحسين عليهالسلام فاختفى في مخرجه فدخل أصحاب المختار يفتّشون عنه ، فخرجت امرأته ، واسمها العيوف بنت مالك ، وكانت تعاديه منذ جاء برأس الحسين فقالت لهم : ماتريدون؟ فقالوا لها : أين زوجك؟ قالت : لا أدري ، وأشارت بيدها إلى المخرج فدخلوا فوجدوه وعلى رأسه قَوْصرّة فأخرجوه وقتلوه إلى جانب أهله وأحرقوه بالنار.
وبعث المختار أبا عمرة إلى عمر بن سعد فأتاه وقال : أجب الأمير فقام عمر ، فعثر في جبة له ، فضربه أبو عمرة بسيفه فقتله وأخذ رأسه فأحضره عند المختار ، فقال المختار لابنه « حفص بن عمر » وهو جالس عنده : أتعرف من هذا؟ قال : نعم ولا خير في العيش بعده فأمر به فقتل ، وقال المختار : هذا بحسين ، وهذا بعلي بن الحسين ولا سواء ، واللّه لو قتلتُ به ثلاثة أرباع قريش ، ما وفوا أُنملة من أنامله ، ثم بعث برأسه ورأس ابنه إلى ابن الحنفية وكتب إليه يعلمه أنّه قد قتل من قدر عليه وإنّه في طلب الباقين ممن حضر القتل (٢).
ثم إنّ المختار أرسل إلى حكيم بن طفيل الطائي ، وكان أصاب سلب العباس بن علي ورمى الحسين بسهم. كما بعث إلى قاتل علي بن الحسين وهو مرّة ابن منقذ فأحاطوا بداره ، فخرج إليهم على فرسه وبيده رمحه فطاعنهم فضُـرب على يده وهرب منهم فنجا ولحق بمصعب بن الزبير وشلّت يده بعد ذلك.
وطلب المختار سنان بن أنس الذي كان يدّعي قتل الحسين فرآه قد هرب إلى البصرة فهدم داره ، كما أرسل إلى محمد بن الأشعث ولم يجده وقد كان هرب إلى
__________________
١ ـ الجزري : الكامل : ٤ / ٢٣٦ ـ ٢٣٧ باختصار.
٢ ـ الجزري : الكامل : ٤ / ٢٤١ ـ ٢٤٢.