علياً ويُكَّفِر أهل صفين والجمل ، وكان يزعم أنّ جبرئيل عليهالسلام يأتي المختار بالوحي من عند اللّه عزّ وجلّ فيخبره ولا يراه. وروى بعضهم أنّه سمِّي بكيسان مولى علي بن أبي طالب عليهالسلام وهو الذي حمله على الطلب بدم الحسين بن علي عليهماالسلام ودلّه على قتلته ، وكان صاحب سرّه وموَامرته والغالب على أمره (١).
وقالت فرقة من الكيسانية إنّ محمد بن الحنفية ـ رحمه اللّه تعالى ـ هو المهدي ، وهو وصيّ علي بن أبي طالب عليهالسلام ليس لأحد من أهل بيته أن يخالفه ولا يخرج عن إمامته ولايُشهّر سيفه إلاّ بإذنه ، وإنّما خرج الحسن بن علي عليهماالسلام إلى معاوية محارباً له بإذن « محمّد » وأودعه وصالحه بإذنه ، وأنّ الحسين إنّما خرج لقتال يزيد بإذنه ، ولو خرجا بغير إذنه هلكا وضلاّ وأنّ من خالف محمد ابن الحنفية كافر مشرك وأنّ محمد استعمل المختار بن أبي عبيدة على العراقيين بعد قتل الحسين وأمره بالطلب بدم الحسين عليهالسلام وثأره وقتل قاتليه وطلبهم حيث كانوا ، وسمّاه كيسان لكيسه ولما عرف من قيامه ومذهبه فيهم فهم يسمّون (المختارية) ويدعون (الكيسانية) (٢).
إنّ الكيسانية على كثرة فرقهم يجمعهم شيئان :
أحدهما : القول بإمامة محمد ابن الحنفية.
والثانية : القول بالبداء على اللّه عزّ وجلّ ، وقالت طائفة منهم بأنّه المهدي المنتظر في الرضوى (٣).
__________________
١ ـ النوبختي : فرق الشيعة : ٢٢ ـ ٢٤.
٢ ـ النوبختي : فرق الشيعة : ٢٦.
٣ ـ البغدادي : الفرق بين الفرق : ٥٢.