لايكون دليلاً شرعياً على النهضة وإراقة الدماء وقتل النفوس ، وإنّما يكون موجباً لأن يندفع إلى ما يراه منذ سنوات من لزوم تطهير المجتمع الاِسلامي من هوَلاء الظالمين الناصبين ، المفسدين وفي النهاية المحقِّرين للرسول وآله.
فإذا كان زيد الثائر إنساناً إذا ذكر اللّه عنده يغشى عليه حتى يقول القائل : ما يرجع إلى الدنيا ، وكان حليف القرآن وأثر السجود في وجهه واضحاً ـ ومن كانت هذه ملامحه ومواصفاته ـ فلا يخوض المعارك المدلهمّة ، ولايضحي بنفسه ونفيسه ودماء أصحابه الأبرياء إلاّ إذا كانت هناك مصلحة عامة ترجع إلى الدين ويرضى بها اللّه ورسوله وإمام عصره ، والذي يميط الستر عن نواياه وعن الحوافز التي دفعته إلى الثورة ، أمران :
١ ـ ما أثر عن النبي وعترته من التنبّوَ بشهادته.
٢ ـ ما أثر عنه من قول أوان النهضة.
فيجب علينا دراسة هذين الأمرين.
* * *
إنّ النبي الأكرم تنبّأ بقتله واصفاً أصحابه بأنّهم يدخلون الجنّة بغير حساب ، ووصفه في رواية أُخرى بالمظلوم من أهل بيته ، وأنّه كان يحب زيد بن حارثة لكونه سميّ زيد من صلبه. كما أنّ علياً لما وقف بالكناسة بكى وأبكى أصحابه ، ووصفه أخوه الاِمام الباقر عليهالسلام بأنّه سيد أهله والطالب بأوتارهم ، كل ذلك ينمّ عن أنّه لم يخرج إلاّ بدافع ديني استحق به التكريم. وإليك نفس النصوص في هذا المجال :