تناقلها مئات الرواة وأكثر من صاحب كتاب صحيح (١).
إذا كانت الاِمامة رئاسة عامّة في أُمور الدين والدنيا ، وإمرة إلهية (لاشعبية) واستمراراً لوظائف النبوة كلّها ، سوى تحمل الوحي الاِلهي ، ومحتاجاً إلى تنصيب النبي الأكرم بأمر من اللّه سبحانه ، فالتعرف على الاِمام المنصوب ، يتوقف على دليل يعرفه كالنبي الأعظم ، وهو أحد الأمور التالية :
١ ـ نص صريح متواتر لايدع شكاً للاِنسان أنّه خليفة الرسول.
٢ ـ أو كرامة خارقة للعادة مقارنة لدعوى الاِمامة والخلافة عن الرسول مورثة لليقين بصلته باللّه سبحانه.
٣ ـ أو وجود قرائن وشواهد تفيد القطع أنّه منصوب من اللّه سبحانه لهداية الأمّة.
نعم لو كانت الاِمامة مقاماً شعبياً ، تختاره الأمّة الاِسلامية لقيادتها وتنظيم أمرها. فهو لا يحتاج إلى شيء من النص ، والكرامة الخارقة للعادة ، ولا إلى العلم المفاض من اللّه سبحانه.
وبما أنّ الاِمامة عند الشيعة إنّما هي بالمعنى ، الأوّل ، وهي عندهم من الأصول اشترطوا فيها : النص ، والعلم بما تحتاج إليه الأمّة في مجال الدين والقيادة ، أو الكرامة الخارقة للعادة المورثة لليقين بكونه رجلاً إلهياً صادقاً فيما يدعي من الخلافة والاِمامة. وهذا على خلاف ما يذهب إليه أهل السنّة فإنّها عندهم حكومة عرفية ، وإمارة زمنية ، يُنصب ويعزل بأمر الشعب وإرادته وعزله ونصبه. أو يُنصب بإرادة الحاكم السابق.
__________________
١ ـ الدكتور عبد الباقي : بين يدي الساعة ١٢٣.