كان المختار يسيطر على قسم كبير من أراضي العراق من الكوفة إلى الموصل وغيرهما وكان أمامه عدوين غاشمين : أحدهما عبد اللّه بن الزبير حيث كان يحكم على العراق كله غير أنّه أخرج المختار عامله من الكوفة وبقيت البصرة بيد عامله مصعب بن الزبير ، ثانيهما عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي الذي كانت بيده مفاتيح الأقطار الاِسلامية غير العراق والحجاز.
وكان مصعب يتحيّن الفرصة للهجوم على الكوفة وعزل المختار وكان عبد اللّه يشجّعه على ذلك ناسياً عمله المشرق عند ما ضرب جيش الشام الحصار على ابن الزبير ، فقد حارب المختار ذلك الجيش المكثَّف أياماً عديدة ، ولكن الملك عقيم. هذا من جانب.
ومن جانب آخر أنّ المختار تتبّع قتلة الحسين عليهالسلام بيتاً بيتاً وجدّ في الأمر ، وقتل أُولئك الأرجاس ، ولأجل فتكه وقتله ، هرب قسم من أشراف الكوفة الذين كان لهم يد في قتل الحسين عليهالسلام منهم شبث بن ربعي ، حيث ورد البصرة على هيئة خاصة يحرض والي البصرة على قتال المختار وهو في عمله هذا اتّبع ضمضم بن عمرو الغفاري عند ما أرسله أبو سفيان ليخبر قريشاً بالخطر الذي يحدق بتجارتهم ، فاستأجر ذلك الرجل وأمره بأن يجدع بعيره ، ويقطع رحله ويشقّ قميصه من قبله ودبره ، ويصيح : الغوث الغوث.
قام شبث بن ربعي بنفس ذلك العمل (والجنس إلى الجنس يميل) جاء راكباً بغلة قد قطع ذنبها وقطع أطراف أُذنها في قباء مشقوق وهو ينادي : وا غوثاه ، فقال الأشراف الهاربون إلى البصرة لمصعب : سر بنا إلى محاربة هذا الرجل الذي هدم دورنا وأخذوا يحرضونه على ذلك.