القدرية ، أو كان ممن يحرّم شيئاً ممن نصّ القرآن على إباحته باسمه ، أو أباح ما حرّم القرآن باسمه فليس هو من جملة أُمّة الاِسلام ـ إلى أن قال : ـ فالفرق المنتسبة إلى الاِسلام في الظاهر مع خروجها عن جملة الأمّة ، عشرون فرقة هذه ترجمتها :
سبئية ، وبيانية ، وحربية ، ومغيرية ، ومنصورية ، وجناحية ، وخطّابية ، وغرابية ، ومفوضية ، وحلولية ، وأصحاب التناسخ ، وخابطية ، وحمارية ، ومقنّعية ، ورزامية ، ويزيدية ، وميمونية ، وباطنية ، وحلاّجية ، وعذافرية ، وأصحاب إباحة ، وربما انشعبت الفرقة الواحدة من هذه الفرق أصنافاً كثيرة (١).
أقول : إنّ البحث في هذا الفصل في كتب الملل والنحل هو التحدث عن الفرق الاِسلامية ولا تكون الفرقة ، إسلامية إلاّ إذا كان المقسم (الاِسلام) موجوداً فيها ، فالاِسلام هو الشهادة على توحيده ورسالة نبيّه وحشر الخلق يوم المعاد ، والتصديق بما جاء به النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم على وجه الاِجمال ، فمن أنكر واحداً من هذه ، فليس بمسلم ولا يحمل عقيدة إسلامية ، وهذه الفرق التي جاء بها الأشعري في كتاب مقالات الاِسلاميين وتبعه البغدادي في الفرق بين الفرق ليسوا من الاِسلام ولا الشيعة بشيء وإنّما هي فرق مرتدة عن الاِسلام ولايمكن الحكم عليهم بالاِسلام ، فالأولى حذف هوَلاء المرتدين عن كتب الملل والنحل ، والبحث عنهم تاريخياً فقط.
لا شك أنّ هوَلاء تنزلوا من علياء الاِسلام إلى حضيض الكفر وما جرَّتهم إلى ذلك إلاّ مطامع وشهوات استهوتهم إلى هذه المقالات الباطلة ومن حسن الحظ أنّه لم تكتب عليهم حياة معروفة إنّما كانت أيّاماً قلائل قطعت معرّتَهم حمامُهم فلم يبق منهن ذكر إلاّ بين أسطر التاريخ.
على أنّ قسماً منهم قاموا بهذه الدعايات من قبل السياسات الزمنية روماً
____________
١ ـ البغدادي : الفرق بين الفرق : ٢٣٢.