حديث عليّ عليهالسلام بطوله إلى أن قال : قال : «فلمّا أراد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يتكلّم اعترضه أبو لهب ، فتكلّم بكلمات وقال : قوموا. فقاموا وانصرفوا. قال : فلمّا كان من الغد أمرني فصنعت مثل ذلك الطعام والشراب ودعوتهم فأقبلوا ودخلوا فأكلوا وشربوا ، فقام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ليتكلّم فاعترضه أبو لهب فقال له أبو طالب : اسكت يا أعور ما أنت وهذا؟ ثمّ قال : لا يقومنّ أحد. قال : فجلسوا ثمّ قال للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : قم يا سيّدي فتكلّم بما تحبّ وبلّغ رسالة ربّك فإنّك الصادق المصدّق».
وإلى هذا الحديث وكلمة أبي طالب ـ اسكت يا أعور ما أنت وهذا؟ ـ وقع الإيعاز في النهاية لابن الأثير (١) (٣ / ١٥٦) ، والفائق للزمخشري (٢) (٢ / ٩٨) نقلاً عن ابن الأعرابي ، وفي لسان العرب (٣) (٦ / ٢٩٤) ، تاج العروس (٣ / ٤٢٨).
قال الأميني : أيّ كافر طاهر هذا سلام الله عليه وهو يدافع عن الإسلام المقدّس بكلّ حوله وطوله ، ويسلق رجال قومه بلسان حديد ، ويحضّ النبيّ الأعظم على الدعوة وتبليغ رسالته عن ربّه ، ويراه الصادق المصدّق؟.
٧ ـ قول أبي طالب لعليّ : الزم ابن عمّك :
قال ابن إسحاق : ذكر بعض أهل العلم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكّة وخرج معه عليّ بن أبي طالب مستخفياً من أبيه أبي طالب ومن جميع أعمامه وسائر قومه ، فيصلّيان الصلوات فيها ، فاذا أمسيا رجعا فمكثا كذلك ما شاء الله أن يمكثا ، ثمّ إنّ أبا طالب عثر عليهما يوماً وهما يصلّيان ، فقال لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا بن أخي ما هذا الدين الذي أراك تدين به؟ قال : «أي عمّ هذا
__________________
(١) النهاية : ٣ / ٣١٩.
(٢) الفائق : ٣ / ٣٧.
(٣) لسان العرب : ٩ / ٤٦٩.