ـ ١٣ ـ
وفد النصارى وأسئلتهم
أخرج الحافظ العاصمي عن سلمان الفارسي رضى الله عنه ، قال : لمّا قبض النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم اجتمعت النصارى إلى قيصر ملك الروم فقالوا له : أيّها الملك إنّا وجدنا في الإنجيل رسولاً يخرج من بعد عيسى اسمه أحمد وقد رمقنا خروجه وجاءنا نعته فأشر علينا فإنّا قد رضيناك لديننا ودنيانا.
قال : فجمع قيصر من نصارى بلاده مائة رجل وأخذ عليهم المواثيق أن لا يغدروا ولا يخفوا عليه من أمورهم شيئاً وقال : انطلقوا إلى هذا الوصيّ الذي من بعد نبيّهم فسلوه عمّا سئل عنه الأنبياء عليهمالسلام ، وعمّا أتاهم به من قبل ، والدلائل التي عرفت بها الأنبياء. فإن أخبركم فآمنوا به وبوصيّه واكتبوا بذلك إليّ ، وإن لم يخبركم فاعلموا أنّه رجل مطاعٌ في قومه ، يأخذ الكلام بمعانيه ، ويردّه على مواليه ، وتعرّفوا خروج هذا النبيّ.
قال : فسار القوم حتى دخلوا بيت المقدس ، واجتمعت اليهود إلى رأس جالوت فقالوا له مثل مقالة النصارى بقيصر ، فجمع رأس جالوت من اليهود مائة رجل.
قال سلمان : فاغتنمت صحبة القوم فسرنا حتى دخلنا المدينة وذلك يوم عروبة (١) وأبو بكر رضى الله عنه قاعد في المسجد يفتي الناس ، فدخلت عليه فأخبرته بالذي قدم له النصارى واليهود فأذن لهم بالدخول عليه ، فدخل عليه رأس جالوت فقال :
__________________
(١) يعني يوم الجمعة : وكان يسمى قديماً بيوم عروبة ، ويوم العروبة. والأفصح ترك الألف واللام. (المؤلف)