والنصوص المتقدّمة توجب التمسّك بأهل البيت عليهمالسلام وطاعتهم. إلاّ أنّ من افتتن بالبدع والأهواء وامتزج عليه الحق بالباطل ولم يعرف من أي الضغثين يأخذ أو يدع ، نراه ومن وافقه وقلّده قد تركوا خلفاء الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الراشدين المهديين الذين قال فيهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « عليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضّوا عليها بالنواجذ » وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الخلفاء بعدي اثنا عشر كلّهم من قريش ». وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إني تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ». وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه ». قال ذلك كلّه (١) ليفسّر بعضه بعضاً ولا يبقي عذراً لمعتذر.
انهم لم يتركوا المحجة الواضحة وينكروا أهلها فحسب ، بل حرّفوا الواقع وقلبوه ، فجعلوا خلفاءهم الذين استولوا على الخلافة بنحو أو بآخر وأبعدوا عنها أهلها ، جعلوهم المعنيين بالخلفاء الراشدين !! من غير دليل ولا سلطان ولا برهان !!
__________________
١٠ ـ أبو القاسم الفضل بن محمّد نقل عنه ابن المغازلي الشافعي في كتابه المناقب ٢٧ : ٣٩ أنه قال عن هذا الحديث ما نصه : « هذا حديث صحيح عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. وقد روى حديث غدير خم عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نحو من مائة نفس منهم العشرة ـ أي العشرة المبشرة بالجنة عند العامّة ـ ، وهو حديث ثابت.
١١ ـ برهان الدين الحلبي مفتي الشافعية قال في السيرة الحلبية ٣ : ٢٧٤ : « وهذا حديث صحيح ، ورد بأسانيد صحاح وحسان ، ولا التفات لمن قدح في صحته .. وقول بعضهم : ان زيادة ( اللّهم والِ من والاه .. الخ ، موضوعة ) مردود ، فقد ورد ذلك من طرق صحح الذهبي كثيراً منها ». واُنظر تفاصيل أُخرى عن حديث الغدير في كتاب المراصد على شرح المقاصد للسيد عليّ الميلاني : ٥٢ ، والجزء الاول من الغدير للعلاّمة الاميني ، ودفاع عن الكافي ١ : ١١٣ ـ ١٤٤.
(١) وقد خرجنّا هذه الأقوال والنصوص من كتب الصحاح والمسانيد كما تقدم.