حرام حرّمناه !! ألا وإنّ ما حرّم رسول الله مثل ما حرَّمَ الله » (١).
أرأيت هذه النبوءة الصادقة كيف تحقّقت مبكّراً ؟
ثمّ حاول أبو بكر أن يكتب الحديث فكتب عنده خمسمائة حديث ، لكنّه لم يصبح حتّى أحرقها جميعاً (٢) !!.
ولنا ان نناقش أبا بكر على حرقه أحاديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ما دمنا في عصر لم تكمّ فيه الأفواه ، فنقول : إنّ تصرفه بجمع خمسمائة حديث يكذّب أقوالهم بأن المنع عن تدوين الاحاديث كان قد صدر من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مع التذكير بان ( الجمع ) لا يعني سوى التدوين بقرينة ( فأحرقها ) ، وهذه شهادة منه بعدم وجود النهي السابق عن التدوين ، وشهادة أُخرى منه ايضاً بأنه أحرقها لا بذريعة النهي السابق عن تدوينها ، بل بذريعة الخوف من عدم مطابقة تلك الاحاديث للواقع وخوفه من المشاركة في حمل أوزارها لئلا تكون مكذوبة بزعمه على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم !.
وهذا من العجائب والغرائب :
أما أولاً : فإنّ من كان مثله لا يحتاج إلى مثل هذه الطريقة في جمع
__________________
(١) سنن ابن ماجة ١ : ٦ / ١٢. وسنن الترمذي ٥ : ٣٧ / ٢٦٦٣ وقال : هذا حديث حسن صحيح ورواه من طريق آخر. وسنن أبي داود ٤ : ٢٠٠ / ٤٦٠٤ و ٤٦٠٥ باب لزوم السُنّة. ومسند أحمد ٦ : ٨. ومستدرك الحاكم ١ : ١٠٨ قال : وهو صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ورواه من طريق آخر وقال : وجدنا للحديث شاهدين بإسنادين صحيحين. ومسند الشافعي : ٣٩٠ و ٤٣٠. وكنز العمال ١ : ١٧٣ / ٨٧٧.
(٢) تذكرة الحفاظ ١ : ٥. وكنز العمال ١٠ : ٢٨٥.