فواعل مثل «سلاسل» في ترك الصرف ، وواحدتها «غاشية» إلا أن التنوين دخلها عوضا من ذهاب حركة الياء المحذوفة ، فلما التقى ساكنان سكون الياء لثقل الضمة عليها ، والتنوين حذفت الياء لالتقاء الساكنين فصار التنوين تابعا للكسرة التي كانت قبل الياء المحذوفة» (١).
بينما يقول السيوطي عن التنوين في «غواش» و «ليال» أنه عوض عن الياء المحذوفة بحركتها تخفيفا (٢).
وأرى أن الأفضل أن يكون التنوين عوضا عن الياء المحذوفة لأنها حرف وجزء من كلمة ، فهو أحق بالتعويض من الحركة (ضمة أو كسرة) لأنها حركة ، فهي أقل شأنا من الحرف ، بل لا يكون ظهورها إلا على الحرف ، فالحرف إذن أحق لأنه أصل وجزء.
ويترتب على مسألة التعويض هل هو تعويض عن الحرف؟ أم تعويض عن حركة الحرف؟ أمر آخر وهو : هل الإعلال مقدم على منع الصرف أم العكس؟ وهو أمر فيه خلاف أيضا لأنه مترتب على ما قبله فقد فسّر أكثر النحاة مذهب سيبويه على أن الإعلال مقدم على منع الصرف لكون سببه وهو الثقل أمرا ظاهرا محسوسا بخلاف منع الصرف فإن سببه مشابهة الاسم الفعل وهي خفية (٣).
وأيد السيرافي هذا التفسير وبيّن أن أصل جواري بالتنوين ، والإعلال مقدم على منع الصرف (٤).
__________________
(١) مشكل إعراب القرآن للقيسي ١ / ٣١٥.
(٢) الهمع ١ / ٣٥ ـ ٣٦. انظر الصبان ٣ / ٢٤٥.
(٣) حاشية الصبان ٣ / ٢٤٥.
(٤) انظر شرح الكافية ١ / ٥٨.