نظيره من غير المعتل معرفة ، فإذا كان لا ينصرف لم يصرف ، يقول : هذا جواري قد جاء. ومررت بجواري قبل» (١).
فهو ينظر إلى معتل الآخر ويعامله معاملة نظيره من صحيح الآخر معرفة دون أن يحذف الياء كما رأينا.
وقد بين الخليل خطأه بقوله : «هذا خطأ لو كان من شأنهم أن يقولوا هذا في موضع الجر لكانوا خلقاء أن يلزموه الرفع والجر إذا صار عندهم بمنزلة غير المعتل في موضع الجر ، ولكانوا خلقاء أن ينصبوها في النكرة إذا كانت في موضع الجر ، فيقولوا : مررت بجواري قبل ، لأن ترك التنوين في الاسم في المعرفة والنكرة على حال واحدة» (٢).
«وقال أبو العباس في المعرفة والنكرة على حال واحدة».
«وقال أبو العباس رحمه الله ـ قال أبو عثمان : كان يونس وعيسى وأبو زيد ، والكسائي ينظرون إلى جوار وبابه ، فكل ما كان نظيره من غير المعتل مصروفا صرفوه ، وإلا لم يصرفوه ، وفتحوه في موضع الجر كما يفعلون بغير المعتل يسكنونه في الرفع خاصة ، وهو قول أهل بغداد» (٣).
قال سيبويه : «إن التنوين دخل هذا الباب عوضا عن الياء» (٤) وقال محمد بن يزيد (المبرد) : «التنوين عندي عوض من حركة لا غير ،
__________________
(١) سيبويه ٢ / ٥٨.
(٢) سيبويه ٢ / ٥٨.
(٣) الأصول ٢ / ٩٣ ، وانظر ابن يعيش ١ / ٦٤.
(٤) ما لا ينصرف ١١٢ ، وانظر شرح الكافية ١ / ٥٧.