ولذلك لم ينصرف ، قال الله عزّ وجل (لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)(١) ولو كان «أفعالا» لانصرف كما ينصرف أحياء وما أشبهه.
وكان الأخفش يقول : «أشياء أفعلاء» يا فتى ، جمع عليها «فعل» كما جمع سمح على سمحاء ، وكلاهما جمع لفعيل ، كما تقول في نصيب : أنصباء وفي صديق : أصدقاء ، وفي كريم كرماء ، وفي جليس : جلساء فسمح وشيء على مثال «فعل» فخرج إلى مثال «فعيل» (٢).
ويرى الكسائي : «أن» «أشياء» على وزن «أفعال» ومنع الصرف للتوهم بأن الهمزة للتأنيث» (٣) وقال : «أشبه آخرها آخر حمراء ووزنها عنده «أفعال» وكذا فلم تصرف» (٤).
وقد أجمع البصريون ، وأكثر الكوفيين على أن قول الكسائي خطأ في هذا وألزموه ألا يصرف أنباء وأسماء.
وقال الأخفش ـ سعيد بن مسعدة ـ والفراء : أصلها «أفعلاء» كما تقول هين وأهوناء إلا أنه كان الأصل أشياء على وزن «أشبعاع» فاجتمعت همزتان بينهما ألف ، فحذفت الهمزة الأولى ، وهذا غلط أيضا ؛ لأن «شيئا» فعل ، وفعل لا يجمع على «أفعلاء».
فأما هين فأصله أهين ، فجمع على أفعلاء ، كما يجمع فعيل على أفعلاء ، مثل نصيب وأنصباء (٥).
__________________
(١) المائدة / ١٠١.
(٢) المقتضب ١ / ٣٠.
(٣) المقتضب الهامش ١ / ٣٠.
(٤) معانى القرآن وإعرابه ٢ / ٢٣٣.
(٥) معانى القرآن وإعرابه ٢ / ٢٣٤ ، وانظر الإنصاف ٨١٢.