سدوس فليس من هذا مصروفا إلا في النكرة ، وإنما ذلك بمنزلة «باهلة وخندف» وإن كان في باهلة علامة التأنيث» (١).
فالأسماء التي لا يجوز فيها أن نقول : «من بني فلان» فإنها تصرف يقول سيبويه : «وأما أسماء الأحياء فنحو معد قريش وثقيف وكل شيء لا يجوز لك أن تقول فيه من بني فلان ولا هؤلاء بنو فلان فإنما جعله اسم حي» (٢) ومن ذلك «معد بن عدنان» إنما يقال «فلان من معد» ولا يستعمل فيقال من «بني معد» وكذلك قريش (٣) وقد قال سيبويه عن هذه المسألة بما معناه «إنك إن شئت جعلتها اسما للقبيلة كالحي فلم تصرفها والأكثر فيها الصرف تقول : «فلان من قريش يا هذا» و «من معد» و «من ثقيف» فأما قولك «من باهلة يا هذا» فلا ينصرف لأن فيه هاء التأنيث (٤) وإن شئت جعلت هذه الأسماء أسماء للقبيلة فلم تصرفها كلها وقلت : «فلان من قريش يا هذا» و «من معد يا هذا». فهذه الأسماء «قريش ، ثقيف ، معد ، وباهلة» لا تستعملها العرب إلا أسماء للحي ، بمعنى أنها مذكرة في الغالب وهي التي لا تقول فيها «من بني فلان» كما مر ؛ لأنها لا تصلح أن تكون آباء أو أمهات ، فكلمة مثل «باهلة» لم يرد عن العرب أنهم قالوا «فلان من بني باهلة» وكذلك لم يقولوا «فلان من بني قريش أو من بني معد» وإنما قالوا «فلان من باهلة أو من قريش أو من معد». وهذه عكس «تميم وأسد ، وسلول» التي نقول فيها «فلان من بني تميم أو من بني أسد أو من بني سلول» وهذه الأسماء مصروفة إذا كانت للحي ،
__________________
(١) المقتضب ٣ / ٣٩٤. البيت لحميد بنت النعمان بن بشير الأنصاري.
(٢) سيبويه ٢ / ٢٦.
(٣) ما ينصرف ٥٨.
(٤) سيبويه ٢ / ٢٦.