إلا أن عيسى بن عمر كان لا ينصرف شيئا من هذا اسم رجل ، ويحتج بقول الشاعر :
أنا ابن جلا وطلاع الثناينا |
|
متى أضع العمامة تعرفوني (١) |
وقد عرفنا فيما مضى أن سيبويه خطّأ هذا الرأي عن طريق السماع من العرب بصرف «كعسب» مسمى به.
وقال ابن السراج في أصوله : «وإن سميته بضرب صرفته ، لأنه مثل حجر وجمل وليس بناؤه بناء يخص الأفعال ، ولا هي أولى به من الأسماء ، بل الأسماء والأفعال فيه مشتركة ، وهو كثير فيها جميعا» (٢).
وقسّم هذه الأوزان إلى أضربها الثلاثة الخاص والغالب والمشترك ونجد هذا التقسيم كذلك في شرح المفصل : «وضرب يكون فيهما من غير غلبة لأحدهما على الآخر» (٣). ويقول في موضع آخر : «وهو البناء الذي يشترك فيه الأسماء والأفعال وذلك بأن يسمى بمثل ضرب وعلم وظرّف فإنه منصرف كان أو نكرة لأنه يكثر في الأسماء كثرته في الأفعال من غير غلبة فنظير «ضرب» في الأفعال من الأسماء جبل وقلم ونظير علم كتف ..
ونظير ظرف عضد ويقظ وليس ذلك في أحدهما أغلب منه في الآخر فلم يكن الفعل أولى به فلم يكن سببا» (٤).
إذن فالوزن المشترك فيه بين الاسم والفعل الذي لا اختصاص له
__________________
(١) ما ينصرف ٢٠.
(٢) الأصول ٢ / ٨١.
(٣) شرح المفصل ١ / ٦٠.
(٤) نفس المصدر ١ / ٦١.