وهو «جمع يعملة» وهي الناقة السريعة ، و «يلمق» وهو من أسماء القباء ، فهذه الأبنية في الأسماء وإن كانت صالحة العدة ، فهي في الأفعال أعم وأغلب لأن في أولها هذه الزوائد. وهي تكثر في أوائل الأفعال المضارعة ، فكان البناء للفعل لذلك ، «فأفكل وأبدع وأرمل» بمنزلة «أذهب وأشرب» من الأفعال «وأكّلب» بمنزلة «أقتل» ، «واخرج واصبع» بمنزلة «اعلم واسمع» في الأمر ، وفي المضارع فيمن بكر حرف المضارعة ما عدا الياء ، «ويربع ويعمل ويلمق» بمنزلة «يذهب ويركب» فإذا سمي بشيء من ذلك لم ينصرف في المعرفة للتعريف ووزن الفعل ؛ لأنه لما غلب في الفعل كان البناء له ، والأسماء دخيلة عليه (١).
ونحو «يزيد ويشكر ونرجس» خواص لعدم هذه الأوزان في أجناس أسماء العربية ، «فيزيد ويشكر» في الأسماء منقولان ، و «نرجس» أعجمي ونحو .. «تنضب ويرمع وأعصر واصبع وتدرأ وأثمد ..» من الغالبة في الفعل (٢).
وفي حاشية الصبان على الأشموني حدد الوزن الغالب بقوله : «والمراد بالغالب ما كان الفعل به أولى إما لكثرته فيه كأثمد ، وإصبع وأبلم ، فإن أوزانها تقل في الاسم وتكثر في الأمر من الثلاثي ، وإما لأن أوله زيادة تدل على معنى في الفعل دون الاسم كأفعل وأكلب ، فإن نظائرهما تكثر في الأسماء والأفعال ، لكن الهمزة من أفعل وأفعل تدل على معنى في الفعل نحو «أذهب وأكتب» ولا تدل على معنى في الاسم فكان المفتتح
__________________
(١) شرح المفصل ١ / ٦١.
(٢) الكافية ١ / ٦١.