يوطئ ، إلا أنه فتحت العين لمكان حرف الحلق وحذفت الواو منه على تقدير الأصل كما حذفت في «يعد» «ويزن» وحذفت في «يعد» و «يزن» لوقوعها بين ياء وكسرة وذلك مستثقل ، ومن قرأه : «الليسع» بلامين جعله اسما أعجميّا ونكّره ، وأدخل عليه الألف واللام ، وأصله ، ليسع (ولا ينصرف أيضا للعجمة والتعريف) (١). فـ «اليسع» إما أن الأصل فيه لام واحدة وفي ذلك مذهبان :
الأول : أنه اسم أعجمي لا ينصرف للعلمية والعجمة.
الثاني : أنه فعل مضارع نكّر فأدخل عليه أداة التعريف «أل» وسمّي به فهو ممنوع من الصرف للعلمية والوزن.
وهذان الرأيان إذا اعتبرنا الأصل لاما واحدة. وأما أن يكون الأصل بلامين ، وعلى هذا الرأي فكلمة «ليسع» أعجمية نكرت وأدخل عليها الألف واللام فهي ممنوعة للعلمية والعجمة فالعجمة موجودة في «اليسع» سواء كانت بلامين أو بلام واحدة. قال تعالى : (كُلًّا هَدَيْنا وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ)(٢) وورد في هذه الآية الكريمة اسم ثلاثة أنبياء هم : «نوح وداود وسليمان» عليهم الصلاة والسّلام ، وقد مرّ الحديث عن «نوح» وحكمه من الصرف ودونه.
أما «داود وسليمان» فهما ممنوعان من الصرف للعلمية والعجمة ومن الممكن اعتبار زيادة الألف والنون علة مانعة في «سليمان» ولكن جانب العجمة فيه أقوى لأنها هي الأصل.
__________________
(١) البيان في إعراب القرآن لابن الأنباري ١ / ٣٣٠ وانظر مشكل إعراب القرآن للقيسي ١ / ٢٧٥ ـ ٢٧٦.
(٢) سورة الأنعام الآية : ٨٤.