ويقول ابن السراج : «ولو قال قائل : هل يجوز أن يصرف إسحاق كنت مشتركا إن كان مصدر أسحق السفر إسحاقا تريد : أبعده إبعادا ، فهو مصروف لأنه لم يغير والسحيق : البعيد ، قال الله عزّ وجل : (أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ)(١) وإن سميته إسحاق اسم النبي صلّى الله عليه وسلّم لم تصرفه ، لأنه قد غيّر عن جهته فوقع في كلام العرب غير معروف المذهب» (٢).
ومن الكلمات الأجنبية «يأجوج ومأجوج» وقد وردتا في قوله تعالى : (إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ)(٣) .. وامتنع صرفهما ، وهما مشتقان للتأنيث والتعريف لأنهما اسمان لقبيلتين كمجوس اسم للقبيلة ، فإن جعلتهما في القراءتين أعجميين لم تقدر لهما اشتقاقا ، ويكون ممتنع الصرف فيهما للعجمة والتعريف» (٤).
ويقول السيوطي في الهمع : «ما كان من الأسماء الأعجمية موافقا في الوزن لما في اللسان العربي نحو «إسحاق» فإنه مصدر لأسحق بمعنى «أبعد» أو بمعنى «ارتفع» تقول : أسحق الضرع ارتفع لبنه ونحو «يعقوب» فإنه ذكر الحجل فإن كان شيء منه اسم رجل يتبع فيه قصد المسمى فإن قصد النبي منع الصرف للعلمية والعجمة ، وإن عين مدلوله في اللسان العربي صرف ، وإن جهل قصد المسمى حمل على ما جرت به عادة الناس وهو القصد بكل واحد منهما موافقة اسم النبي فلو سمت العرب باسم مجهول أو باسم ليس مجهولا أو باسم ليس من عادتهم
__________________
(١) سورة الحج الآية ٣١.
(٢) الأصول ٢ / ٩٧.
(٣) سورة الكهف ، الآية : ٩٤.
(٤) الكشف عن وجوه القراءات السبع ٢ / ٩٣ ـ ٩٤.