اللام إنما قدّرت لتبادر الذهن إلى واحد من الجنس لشهرته من بين أشباهه فإذا ثنّي أو جمع ، لم يبق ذلك الواحد المعين فتظهر اللام لعدم شهرة ذلك المثنى والجموع من هذا الجنس شهرة الواحد. وقوله فتظهر اللام إذا أريد بأمس أمسان معينان وبالجمع أموس معينة ، فإن اللام تظهر لتدل على المعين بخلاف ما أريد واحد معين لما ذكر من الاشتهار ، وأما إذا أريد بالمثنى أمسان غير معينين وبالجمع أموس غير معينة ، فذلك كالمفرد المنكر ، فيستعملان كاستعماله (١).
٣) إذا كان أمس ظرفا مجردا من أل والإضافة فهو مبني على الكسر إجماعا لتضمنه معنى الحرف والظاهر أن الحرف المتضمن معناه هو «في» كما قال الدنوشري (٢).
ومثال الظرف قولنا : «ذهبت أمس إلى السوق».
٤) من الآراء التي وردت في إعراب «أمس» ما حكى ابن أبي ربيع أن بني تميم يعربونه إعراب ما لا ينصرف إذا رفع أو جرّ بمذ أو منذ فقط (٣).
ونلاحظ أن الإعراب حسب هذا الرأي مخصص جدّا ومقيد لدرجة تدعو إلى التساؤل ، لماذا خص الإعراب بهذين الحرفين من دون كل الحروف؟ ولكن ما يزيل استبعاد هذا الرأي هو كثرة لزوم هذين الحرفين (مذ ومنذ) لكلمة «أمس».
٥) ومن الآراء التي انفرد بها بعض العلماء هو ما زعم الزجاج أن من العرب من يبنيه على الفتح واستشهد بقول الراجز :
__________________
(١) حاشية الشيخ ياسين على التصريح ٢ / ٢٢٦.
(٢) نفس المصدر ٢ / ٢٢٦.
(٣) الصبان على الأشموني ٣ / ٢٦٧.