أن الأصل هو صرف الاسم وتنوينه ، والأصل لا يسأل عنه كما يقول الأصوليون :
ما جاء على أصله لا يسأل عن علته. وإنما يسأل عن سبب عدول الأصل إلى الفرع وهو
الممنوع من الصرف. لم منع من الصرف؟.
متمكن أمكن ـ متمكن غير أمكن :
وبعد تقسيم
الاسم إلى معرب (متمكن) وإلى مبني (غير متمكن) يأتي تقسيم المعرب إلى معرب له كامل
الحرية والقدرة على الانتقال من حركة إلى أخرى دونما قيد ، وهو الاسم المصروف ،
الذي وضع له النحاة اصطلاحا خاصّا وهو «المتمكن الأمكن» أي الأقوى والأقدر على
التحرر من حركة إلى حركة مع التنوين ، ونجد هذا المصطلح عند سيبويه عند بيانه
وتقسيمه المعرب إلى مصروف (فالتنوين علامة للأمكن عندهم والأخف عليهم ، وتركه
علامة لما يستثقلون) ، والذي هو الممنوع من الصرف لعلة من العلل المعروفة
التي تخرج الاسم عن أصله وتضعفه فتقل درجة اسميته ، وتبعا لذلك يحرم من بعض
الحركات الخاصة بالأسماء وهي الجر والتنوين ؛ إذ ليس له والحال هذه تمكن الاسم
الباقي على أصالته وقدرته (فجميع ما يترك صرفه مضارع به الفعل ، لأنه إنما فعل ذلك
به ، لأنه ليس له تمكن غيره ، كما أن الفعل ليس له تمكن الاسم) وهكذا نجد وضوح رؤية سيبويه حول هذين المصطلحين ، بحيث
صارت قاعدة لمن أتى بعده من العلماء.
__________________