علما لرجل فقال : «ولو سميت رجلا حبارى ثم حقرته فقلت حبيّر لم تصرفه لأنه لو حقرت الحبارى نفسها فقلت : حبيّر كنت إنما تعني المؤنث ، فالياء إذا ذهبت فإنما هي مؤنثة كعنيّق» (١). وأوضح ابن سيده هذه المسألة في مخصصه قال : «قال سيبويه : ولو سميت رجلا حبارى لم تصرفه ؛ لأنه مؤنث وفيه علامة التأنيث الألف المقصورة ، فإن حقرته حذفت الألف فقلت : «حبير» لم تصرفه أيضا ، لأن حبارى في نفسها مؤنث فصار بمنزلة عنيق ولا علامة فيها للتأنيث» (٢). فكلمة «حبارى» مؤنثة في ذاتها ووجود الألف قوى تأنيثها ، ولذلك فعدم وجودها عند التصغير لم يؤثر في منع الاسم من الصرف ، مثل الأعلام المؤنثة المختومة بتاء التأنيث نحو : فاطمة وعائشة وطاهرة ، فهي أعلام مؤنثة في ذاتها والتاء في آخرها تؤكد ذلك ، وأورد سيبويه مجموعة من الأسماء التي غلب عليها التأنيث ولذلك هي ممنوعة من الصرف إذا سمي الرجال بأحدها. قال : «وإذا سميت رجلا بسعاد أو زينب أو جيأل ، وتقديرها جيعل لم تصرفه من قبل أن هذه الأسماء كانت تمكنت في المؤنث واختص بها ، هي مشتقة وليس شيء منها يقع على شيء مذكر كالرباب والثواب والدلال ، فهذه الأشياء مذكرة وليست سعاد وأخواتها كذلك ليست بأسماء للمذكر ، ولكنها اشتقت فجعلت مختصّا بها المؤنث في التسمية ، فصارت عندهم كعناق. وكذلك تسميتك رجلا بمثل «عمان» ، لأنها ليست بشيء مذكر معروف ولكنها مشتقة لم تقع إلا علما لمؤنث وكان الغالب عليها المؤنث فصارت عندهم حيث
__________________
(١) سيبويه ٢ / ٢٠.
(٢) المخصص ١٧ / ٥٩.