الزاوية. ولما ملك بغداد الشاه إسماعيل سلطان العجم خرب الزاوية وشتت شملهم وتفرقوا في البلاد وحضر جماعة منهم أنزلناهم بمنزلنا» إلى آخر ما جاء.
وهؤلاء نددوا طبعا بحكم الشاه وذموا أفعاله وحكوا ما نالهم وهذا يعد من دواعي غزو بغداد من قبل السلطان سليمان القانوني.
وكذا يقال عما فعله في مشهد الإمام أبي حنيفة رض وانتهاكه حرمة مقابر المسلمين ومشاهدهم مما أدى إلى كرهه أكثر. وإنما فعل ما فعل تقوية لسياسته في حينه (١)
ونحن نقول هنا أن الداعي لهذه الأعمال من تعمير مراقد الأئمة عليه السلام وتخريب مشاهد الآخرين لا يقصد به إلا تفريق الأمة العراقية وأضعاف قوة مقاومتها ولم يكن غرضه الحرمة الدينية والخير للأمة.
وهنا نرى أن لا معنى لارتكاب فظائع لمجرد المخالفة في العقيدة وسفك هكذا دماء مع الاعتراف بأن العراقيين سلموا له ، وأن الأمة تركت السلاح واحتفلت بدخوله .. فكان عمله مما لا يأتلف والأخلاق الفاضلة ولا مع روح الإسلام في القرآن الكريم .. ويوضح ذلك بصورة قاسية القتل العام في ذرية خالد بن الوليد (رض) لمجرد انتسابهم إليه دون جريرة ارتكبوها أو مخالفة قاموا بها وذلك عام ٩١١ ه (٢).
ولا يهمنا بيان أمثال هذه بأنواعها والتفصيل عنها مما لا يخص وقائع العراق وفي الإشارة ما يكفي ، والعراق ابتلى ببلاء عظيم بين ناري حكومتين تتنازعان السلطة هذا مع العلم بأن العثمانيين راعوا عين الطريقة في القتل والطعن بنسب هؤلاء ، أو الفتوى بقتلهم ، أو حرق
__________________
(١) تاريخ بچوي ج ١ ص ١٨٥.
(٢) منتخب التواريخ ص ٢٠٧.