حوادث سنة ٨٣٩ ه ـ ١٤٣٥ م
إربل والموصل :
من حين علم الأمير أسپان بقتلة شاه محمد وذهاب ابنه علي شاه إلى إربل سار إليها ، فلما سمع حاكمها ميرزا علي نهب البلد وخربه ، وأصعد بعض الناس بأموالهم إلى القلعة ، وتحصن بها ...
ومن ثم وصل الأمير أسپان ورأى البلد قد تخرب (هو القسم الأسفل) ، فاشتغل بحصار القلعة ... وجرت بينه وبين ميرزا علي وأهل القلعة حروب كثيرة ، فلم ينل مأربا ، فاتخذ بعد خمسة أشهر أو ستة من حصاره طريقه إلقاء السم في الآبار دون أن يشعر أحد. فأضروا بالأهلين كثيرا إلا أنه لم يتيسر لهم إلقاء السم في بئر ميرزا علي ، وكان يظن أن الموت قد وقع بسبب طول الحصار ، فأعطاه الأمير أسپان الأمان ، وحلف له أنه لا يقتله ، فنزل إليه هو وأولاده ، وتزوج بنته بلقيس باشا ، وجعل في إربل أميرا ، ورحل منها إلى الموصل ، وكان قد أمر أن يدس السم إلى تشمال زينل حاكم الموصل ليقضي عليه فتم له الأمر ، واستولى على الموصل ، ونصب فيها عيسى بك حاكما ، ثم عاد إلى بغداد وميرزا علي معه ... (١) وهو ابن أخي قرا يوسف كما جاء في العيني ...
الوزير والمشعوذ ـ جزيرة عبادة :
بينما كان الأمير أسپان محاصرا بلدة إربل أنفذ وزيره الخواجه پير أحمد إلى جزيرة عبادة لاستيفاء أموالها ، فلما وصل إليها جاءه رجل زعم أنه من نسل سلاطين استراباد يدعى نظام الدين أسد الله الحسيني ، وكان يتظاهر بأمور تخالف الشرع ، منكرا الواجبات الدينية ، فأحضره الخواجة پير أحمد إلى الأمير أسپان فطلب منه أن يعلمه الأكسير حتى
__________________
(١) الغياثي ص ٢٨٣.