موتاهم بعد نبشهم قبور موتاهم ما عدا الشيخ صفي وما ماثل من الفظائع (١) .. فلا يعذر هؤلاء أيضا سواء كان ذلك بطريق المقابلة بالمثل أو ابتداء إلا أن هؤلاء كانوا أوسع صدرا من غيرهم في الحرية المذهبية .. وأكثر تساهلا ..
والمعروف عن الاثنين الحرب للملك والاستقلال به فاتخذ الدين ذريعة بل آلة للوقيعة بالآخر والقضاء على سطوته فمحا الواحد قوة الآخر إلى أن هلكا معا .. والعراق ينتصر مرة لهذا وأخرى لذاك ، فصار مسرحا لمطامع الطرفين.
هذا ولم يعلم عن الإدارة وما أجراه الشاه فيها من تغيير في حكومة العراق ، ونصب الوالي لا يعني ماهية الإدارة .. فصارت بغداد تابعة لإيران منقادة لها وحال البلاد دول .. كان الأهلون يأملون الراحة ولذا لم يحرك لهم ساكن. ولا ثاروا استفادة من ضعف الحكومة السابقة وهجوم الحكومة الجديدة .. ولا يفسر هذا إلا بما نالهم من ضعف وما أصابهم من قسوة .. فعادوا يخضعون لكل قائم .. ويذعنون لكل ثائر .. ظنوا في هذا خيرا فنالهم منه ما نالهم.
توجه الشاه إلى الحويزة :
قال في حبيب السير : «ثم توجه الشاه إلى جهة الحويزة فالأعراب القاطنون هناك وفي باديتها تسمى إمارتهم بإمارة المشعشع وكانوا قائلين بألوهية علي بن أبي طالب عليه السلام والمنقول عنهم أنهم ـ حين اشتغالهم بالعبادة ـ يرتلون أذكارا خاصة تجري على ألسنتهم هي (علي الله) (٢).
وفي أكثر الأوقات كان يترأسهم سادات يعرفون بالموالي وكان
__________________
(١) كنه الأخبار ص ٦ ركن ثالث جزء ثالث.
(٢) مر البيان عن عقائد العلي اللهية وعلاقة هؤلاء بهم ...