حوادث سنة ٨٤٨ ه ـ ١٤٤٤ م
وفاة الأمير أسپان :
في هذه السنة يوم الثلاثاء ٢٨ ذي القعدة توفي الأمير أسپان وذلك بعد أن عاد من أنحاء الحويزة ، فقد مكث في بغداد ستة أشهر ؛ فمرض بالقولنج ومات ، ودفن داخل المدينة على جانب دجلة في البستان المسمى (عيش خانه) وقد شعر بالموت قبل وفاته بقليل ، وقد وزع جميع ذلك البستان عينا ، وكان قد علق في القبة بصندق (١).
وفي جامع الدول : «الأمير أسپان قيل اسمه أسبهان فخفف ، أخذ بغداد والعراق وبقي مستبدا بحكومتها نحو اثنتي عشرة سنة حتى توفي حتف أنفه ... واتفق أن يوم وفاته كان قران النحسين في برج السرطان» ا ه.
ترجمته :
مر أنه ولي بغداد في ١٨ شعبان سنة ٨٣٦ ه ، وأخرج واليها محمد شاه ، فذهب إلى الموصل وإربل ، وفي نتيجة محاربات شاه محمد له قتل هذا على يد أمير حاجي الهمذاني يوم السبت ١٨ ذي الحجة سنة ٨٣٧ ه وخلص له الحكم في العراق ، واستمر حكمه إلى أن توفي ...
وهذا الأمير وإن كان عفيف الذيل ، ولم يطع شهواته إلا أنه جار على الأهلين وأرهقهم ظلما (٢) ... ولم تعرف له علاقة بسلاطين قراقوينلو ، أو جهة ارتباط بهم في الإدارة أو في الجيش ، أو في أي سلطة من شأنها أن تتدخل الحكومة الأصلية بحكومة بغداد ... وقد تمكن من التسلط على كافة الأنحاء العراقية ، ولو لا المشعشع لاستولى على الحويزة.
__________________
(١) منتخب التاريخ ، والغياثي ص ٢٧٨.
(٢) الغياثي ص ٢٧٨.