أما لاله بيك فإنه راعى غاية التعظيم والتكريم للسيد محمد كمونة وعطف عليه خير عطف. وذهب السيد محمد كمونة وحسين بك لاله معا إلى الشاه إسماعيل وبشروه بفتح بغداد. وسلمت إدارة المدينة وقيادتها إلى خلفة بيك.
وهذا أمير عادل. أتى بغداد قبل ورود موكب الشاه.
وفي هذه الأيام جاء الشاه إسماعيل إلى بغداد. وقد فرح السواد الأعظم بقدومه وكان ينتظر بفارغ الصبر. وأخذ الأهلون يقدمون القرابين والذبائح إكراما له واحتفالا بوروده وبتاريخ ٢٥ جمادى الثانية سنة ٩١٤ نزل الشاه بستان پير بوداق والتجأ الناس إلى عدله وزاد في رتبة السيد محمد كمونة وأعلى مقامه.
وبذلك تم (فتح بغداد).
ما جرى بعد الفتح :
وفي اليوم التالي ذهب الشاه لزيارة كربلا المشرفة فأدى الزيارة وأنعم على مجاوري الروضة المطهرة بإنعامات جزيلة. وأمر بعمل أنواع الزينة والزركشة الذهبية ، وبصنع الصندوق المذهب للحضرة وأن ينقش ببدائع النقوش وقد وقف الشاه في الحضرة ١٢ قنديلا من ذهب. وفرش رواق الخضرة بأنواع السجاد الثمين واعتكف ليلة هناك.
ثم رجع إلى الحلة. ومنها ذهب إلى النجف الأشرف للزيارة أيضا. وقدم للحضرة هدايا جزيلة ونوادر فاخرة وأكرم سكان المدينة المشرفة وأنعم عليها بوافر العطايا.
ثم رجع إلى الحلة. ومنها توجه إلى البادية إلى (أعراب غزية) فأخضعهم ورجع إلى بغداد إلى آخر ما مر بيانه ...