ولعله لذا لم نجده عند غير هذا المتقول.
وأمّا الأمر الثاني : فقد أشار إليه غيره أيضا ، وهو مردود بما ذكرناه في بيان واقع الحال.
على أنا نسأل هؤلاء عن السبب للحقيقة المفجعة ، وهي عدم رد أحد من علماء السنة على هذه المراجعات ، لا سيما ممن نشأ في ظل الخلافة العثمانية التي كانت تناهض كل الفرق الضالة على حد زعمه؟!
وعن السبب لنشر مثل هذه التشكيكات والتكذيبات ، في مثل هذه الظروف وبعد نحو الخمسين عاما على طبع المراجعات؟!
وعن السبب في تأخير طبع رد أحدهم على كتاب « أبو هريرة » مدة ١٨ سنة ، أي بعد وفاة السيّد بسنين (١)؟! ثم تبعه غيره ، يأخذ اللاحق من السابق ، فيكررون المكرر (٢).
وهنا يقول القائل : « إن ما يسعى إليه الموسوي إنما هو ضرب من المستحيل ، إذ أنه ، لو افترضنا الصدق فيها ، فهي محاولة للتوفيق بين الحق والباطل وبين الإسلام والكفر!
إن السبيل الوحيد لتوحيد المسلمين ولمّ شتاتهم ، وإزالة الفرقة بينهم إنما يكون بالعودة إلى الكتاب والسنة ، وفهم السلف الصالح لهما ، كما أوضح ذلك الحق سبحانه وتعالى حيث قال : ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) وكما أوضح النبي
__________________
(١) كتاب : أبو هريرة راوية الإسلام ، لمحمد عجاج الخطيب ، ألّفه ردا على كتاب : « أبو هريرة » للسيد شرف الدين ، فرد عليه الشيخ عبد الله السبيتي بكتاب : « أبو هريرة في التيّار ».
(٢) لاحظ : دفاع عن أبي هريرة ، لعبد المنعم صالح العلي ، ثم : أبو هريرة وأقلام الحاقدين ، لعبد الرحمن عبدالله الزرعي ، وهكذا ...