المناوي بعد نقله : « نسأل الله السلامة ونعوذ به من الخذلان ».
٤ ـ إنه ينبغي أن يتفقد حال العقائد واختلافها بالنسبة إلى الجارح والمجروح ، وأن يكون المزكون والجارحون برآة من الشحناء والعصبية في المذهب. وهذا ما أكده الحافظ ابن حجر العسقلاني أيضا ، حين قال :
« وممن ينبغي أن يتوقف في قبول قوله في الجرح : من كان بينه وبين من جرحه عداوة سببها الاختلاف في الاعتقاد ، فإن الحاذق إذا تأمل ثلب أبي إسحاق الجوزجاني لأهل الكوفة رأى العجب ، وذلك لشدة انحرافه في النصب وشهرة أهلها بالتشيع ، فتراه لا يتوقف في جرح من ذكره منهم ، بلسان النصب وشهرة أهلها بالتشيع ، فتراه لا يتقوقف في جرح من ذكره منهم ، بلسان ذلقه وعبارة طلقة ، حتى أنه أخذ يلين مثل الأعمش وأبي نعيم وعبيدالله بن موسى وأساطين الحديث واركان الرواية. فهذا إذا عارضه مثله أو أكبر منه فوثق رجلا ضعفه قبل التوثيق ... » (١).
* وقد تبع الجوزجاني بعض من كان على مسلكه من المتأخرين ، فأخذوا يطعنون في الراوي بمجرد روايته ما يدل على فضيلة لعليّ وأهل البيت عليهمالسلام ، أو ما يدل على قدح في واحد من مناوئيهم ، ويقولون عنه « شيعي » « رافضي » ونحو ذلك ، والحال أن التشيع ـ كما يقول الحافظ ابن حجر ـ : « محبة عليّ وتقديمه على الصحابة » (٢).
والذين يقدمون عليا عليهالسلام على غيره من الصحابة كثيرون حتى في الصحابة .. قال الحافظ ابن عبد البر : « وروي عن سلمان وأبي ذر والمقداد وخبّاب وجابر وابي سعيد الخدري وزيد بن أرقم : إن علي بن أبي طالب ـ رضياللهعنه ـ أول من أسلم. وفضله هؤلاء على غيره » (٣).
فالتشيع لا يضر بالوثاقة عنهم ولا يمنع من الاعتماد. قال ابن حجر
__________________
(١) لسان الميزان ١ | ١٦.
(٢) هدي الساري ٤٦٠.
(٣) الاستيعاب ٣ | ١٠٩٠.