أما أولا : فلأنه لو كان منكر الحديث لما أخرج عنه هؤلاء كابن راهويه وابن المديني وسعيد بن سليمان والترمذي.
وأما ثانيا : فلأن « أبا حاتم » متعنت في الرجال ، ولا يبنى على تجريحه ، كما نص عليه الحافظ الذهبي بترجمته إذ قال :
« إذا وثق أبو حاتم رجلا فتمسك بقوله ، فإنه لا يوثق إلا رجلا صحيح الحديث. وإذا لين رجلا أو قال فيه : لايحتج به ، فلا ، توقف حتى ترى ما قال غيره فيه ، وإن وثقه أحد فلا تبن على تجريح أبي حاتم ، فإنه متعنت في الرجال ، قد قال في طائفةٍ من رجال الصحاح : ليس بحجة ، ليس بقوي ، أو نحو ذلك » (١).
تنبيه :
قد توهم هذا الرجل أن حديث الثقلين في ( صحيح مسلم ) لا يدل على ما تذهب إليه الشيعة الإمامية من وجوب اتباع أهل البيت والتمسك بهم والأخذ عنهم ...
وقد سبقه في هذا التوهم غيره ، قال الدكتور عليّ أحمد السالوس : « فرق كبير بين التذكير بأهل البيت والتمسك بهم. فالعطف على الصغير ، ورعاية اليتيم ، والأخذ بيد الجاهل ، غير الأخذ من العالم العابد العامل بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ».
وقد دفعنا هذا الوهم في ردنا على الدكتور المذكور ، وبينا عدم الفرق بين رواية مسلم ورواية أحمد والترمذي وغيرهما ، فالحديث هو الحديث ، والمدلول واحد ، والنتيجة واحدة ... فراجعه بالتفصيل (٢).
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١٣ | ٢٤٧.
(٢) حديث الثقلين .. تواتره ، فقهه كما في كتب السنة ـ ط ١٤١٣ هـ.