و «نوك» فهو «أنوك» (١) ؛ فإنه يقال فى التعجب منها : «ما أحمقه» ، و «ما أهوجه» ، و «ما أرعنه» ، و «ما أنوكه» ؛ حملا على «ما أجهله» لتقاربهما فى المعنى.
وغير ذلك مما يدل على فاعله بـ «أفعل» لا يتعجب منه إلا بـ «أشدّ» و «أشدد» وما جرى مجراهما.
ويستوى فى ذلك أفعال العيوب كـ «حول» و «عمى» و «عمش» و «مره» و «برص» و «لطع» (٢) و «قلح» (٣).
وأفعال غير العيوب كـ «لمى» (٤) و «ظمى» (٥) و «شنب» و «دعج» (٦) و «شهل» و «شكل» ، فهذه وأمثالها لا يتعجب بها من لفظها وإن كانت ثلاثية ؛ لأنها مشتركة فى كون فاعلها مدلولا عليه بـ «أفعل» مع تعريها مما فى «رعن» وأخواته من مشابهة «جهل».
ومذهب سيبويه (٧) فيما كان على «أفعل» قبل التعجب كـ «أعطى» أن يجرى مجرى الثلاثى فى بناء فعلى التعجب منه قياسا.
وإنما خصه من أبنية المزيد فيه لشبهه بالثلاثى ، لفظا ، ولكثرة موافقته له فى المعنى :
أما شبهه به لفظا فلأن مضارعه واسم فاعله ، وزمانه ، ومكانه فى عدة الحروف ، والحركات ، وسكون الثانى كمضارع الثلاثى.
وأما الموافقة فى المعنى فكثيرة.
فمن توافق «فعل» و «أفعل» :
«سرى» و «أسرى».
و «طلع عليهم» و «أطلع» أى : أشرف.
__________________
(١) النوك : الحمق. (المقاييس ـ نوك).
(٢) اللّطع : بياض فى باطن الشّفة. (المقاييس ـ لطع).
(٣) القلح : صفرة فى الأسنان. (المقاييس ـ قلح).
(٤) اللّمى : سمرة فى باطن الشّفة. (المقاييس ـ لما).
(٥) الظّمى : قلة دم اللّثة. (المقاييس ـ ظما).
(٦) الدّعج فى العين : شدة سوادها فى شدة البياض. (المقاييس ـ دعج).
(٧) قال سيبويه : وبناؤه أبدا من (فعل ، وفعل ، وفعل ، وأفعل ... إلخ» ينظر : الكتاب (١ / ٧٣).