وهو كثير فى الشعر الفصيح.
وشذ هذا الاستعمال فى «عدم» و «فقد» ؛ قال جران العود : [من الطويل]
لقد كان لى عن ضرّتين عدمتنى |
|
وعمّا أقاسى منهما متزحزح (١) |
وقال آخر فى «فقدتنى» : [من الطويل]
ندمت على ما فات منّى فقدتنى |
|
كما يندم المغبون حين يبيع (٢) |
ولا يجوز فى «أكرم» وشبهه أن يقال : «أكرمتنى» و «أكرمتك» ، بل الواجب إذا قصد ذلك أن يقال : «أكرمت نفسى» و «أكرمت نفسك».
فلو كان أحد الضميرين منفصلا جاز إسناد الفعل إلى أحدهما ، وإيقاعه على الآخر دون اختصاص بأفعال القلوب ؛ نحو : «ما أكرمت إلا إيّاى».
فصل فى إجراء القول مجرى الظن
(ص)
بالقول تحكى وفروعه الجمل |
|
وما بمعناه انصبنه كالمثل |
والقول مطلقا كظنّ عملا |
|
عند سليم ، وعلى ذا حملا |
(قالت ـ وكنت رجلا فطينا ـ |
|
هذا لعمر الله إسرائينا) |
وغيرهم يخصّ ذا بـ (تفعل) |
|
إذا بالاستفهام قبل يوصل |
كمثل : (هل تقول : زيدا منجدا)؟ |
|
وبعضهم فيه روى مستشهدا |
(متى تقول : القلّص الرّواسما |
|
يحملن أمّ قاسم وقاسما)؟ |
والفصل بالمفعول أو بالظّرف أو |
|
بالخافض اغتفر وراع ما رعوا |
واحك لفصل بسواهنّ (هل |
|
أنت تقول عامرا قد ارتحل)؟ |
(ش) الأصل فيما تعلق من الجمل بقول أن يورد محكيّا ؛ سواء كان فعلا أو مصدرا ، أو اسم فاعل.
فإن كان المتعلق به مفردا بمعنى جملة نصب بالقول ؛ نحو قولك : «قلت مثلا ،
__________________
ومنها حديث أبى بكرة : «لقد رأيتنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وإنا لنرمل بالجنازة رملا».
أخرجه أحمد (٥ / ٣٦ ، ٣٧ ، ٣٨) ، وأبو داود (٣ / ٢٠٥) : كتاب الجنائز : باب الإسراع بالجنازة (٣١٨٢) ، والنسائى (٤ / ٤٢ ، ٤٣) : كتاب الجنائز : باب السرعة بالجنازة ، والطيالسى (٨٨٣) ، وابن حبان ، (٣٠٤٣ ، ٣٠٤٤) ، والبيهقى (٤ / ٢٢).
(١) البيت فى ديوانه ص ٤٠ ، وشرح المفصل ٧ / ٨٨ ، وبلا نسبة فى تذكرة النحاة ص ٤٢١.
(٢) ينظر الأمالى ١ / ١٣٦.