فنسب الاقتضاء لهما ؛ لأخرج بذلك العاملين المؤكد أحدهما بالآخر نحو قول الشاعر : [من الطويل]
فأين إلى أين النّجاء ببغلتى |
|
أتاك أتاك اللّاحقون احبس احبس (١) |
ف «أتاك أتاك» عاملان فى اللفظ ، والثانى منهما لا اقتضاء له إلا التوكيد.
ولو اقتضى عملا لقيل : أتاك أتوك ، أو أتوك أتاك.
وقلت :
... |
|
قبل ... |
تنبيها على أن التنازع لا يتأتى بين عاملين متأخرين نحو : «زيد قام وقعد» ؛ لأن كل واحد من المتأخرين مشغول بمثل ما شغل به الآخر من ضمير الاسم السابق ؛ فلا تنازع بينهما.
بخلاف المتقدمين نحو : «قام وقعد زيد» ؛ فإن كل واحد من الفعلين موجه فى المعنى إلى «زيد» ، وصالح للعمل فى لفظه ؛ فأعمل أحدهما فى ظاهره ، والآخر فى ضميره ، وإلى هذا أشرت بقولى :
... |
|
... فللواحد منهما العمل |
والمختار عند البصريين إعمال الثانى ، وعند الكوفيين إعمال الأول.
فإن اقتضى رفعا دون الثانى تعين عند الفراء إعماله. والله أعلم.
(ص)
وأعمل المهمل فى ضمير ما |
|
تنازعاه والتزم ما التزما |
ك (يحسنان ويسىء ابناكا) |
|
و (قد بغى واعتديا عبداكا) |
ونحو : (أعطى وسألت الله) قد |
|
أباه يحيى والكسائى اعتقد |
جوازه بشرط حذف المرتفع |
|
ومن يؤخّره فيحيى يتّبع |
كذاك عازى الرّفع للفعلين |
|
فى نحو : (يمشى ويشى ابن القين) |
(ش) المراد بالمهمل هنا : الذى لم يسلط على الاسم الظاهر نحو «أعطى» من
__________________
(١) البيت بلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٧ / ٢٦٧ ، وأوضح المسالك ٢ / ١٩٤ ، وخزانة الأدب ٥ / ١٥٨ ، والخصائص ٣ / ١٠٣ ، ١٠٩ ، والدرر ٥ / ٣٢٣ ، ٦ / ٤٤ ، وشرح الأشمونى ١ / ٢٠١ ، وشرح ابن عقيل ص ٤٨٧ ، وشرح قطر الندى ص ٢٩٠ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٩ ، وهمع الهوامع ٢ / ١١١ ، ١٢٥.