وانقلبت الواو ياء لسكونها بعد كسرة ، فصار اللفظ بما أصله الواو كاللفظ بما أصله الياء.
وكثير من العرب يشير إلى الضم مع التلفظ بالكسرة ، ولا يغير الياء وقد قرأ بهذه اللغة : نافع وابن عامر والكسائى فى بعض الأفعال ويسمى إشماما.
وبعض العرب يخلص ضمة الفاء ؛ فتنقلب الياء واوا لسكونها بعد ضمة ، وتسلم الواو لسكونها بعد حركة تجانسها ، مثال ذلك فى الياء قول الراجز أنشده الفراء : [من الرجز]
ليت وهل ينفع شيئا ليت |
|
ليت شبابا بوع فاشتريت (١) |
ومثال ذلك فيما أصله واو فسلمت قول الراجز : [من الرجز]
حوكت (٢) على نيرين إذ تحاك |
|
تختبط الشّوك ولا تشاك (٣) |
وقد يعرض بالكسرة أو الضمة التباس فعل المفعول بفعل الفاعل ، فيجب حينئذ إخلاص الضمة ؛ نحو : «خفت» مقصودا به : «خشيت» ، والإشمام وإخلاص الكسرة فى «طلت» مقصودا به : «غلبت» ، فى المطاولة.
ويجوز فى فاء الثلاثى المضعف من الكسر والضم والإشمام ما جاز فى فاء الثلاثى المعتل العين ؛ نحو : «حبّ الشّىء» و «حبّ» ، ومن أشم أشمّ.
وقرأ بعض القراء (٤) : (هذه بضاعتنا ردّت إلينا) [يوسف : ٦٥] ـ بكسر الراء ـ
__________________
(١) الرجز لرؤبة فى ملحق ديوانه ص ١٧١ ، والدرر ٤ / ٢٦ ، ٦ / ٢٦٠ ، وشرح التصريح ١ / ٢٩٥ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٨١٩ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٥٢٤ ، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص ٩٢ ، وأوضح المسالك ٢ / ١٥٥ ، وتخليص الشواهد ص ٤٩٥ ، وشرح الأشمونى ١ / ١٨١ ، وشرح ابن عقيل ص ٢٥٦ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٦٣٢ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٤٨ ، ٢ / ١٦٥.
(٢) حاك الثوب حوكا : نسجه. (القاموس ـ حوك).
(٣) الرجز بلا نسبة فى أوضح المسالك ٢ / ١٥٦ ، وتخليص الشواهد ص ٤٩٥ ، والدرر ٦ / ٢٦١ ، وشرح الأشمونى ١ / ١٨١ ، وشرح التصريح ١ / ٢٩٥ ، وشرح ابن عقيل ص ٢٥٥ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٥٢٦ ، والمنصف ١ / ٢٥٠ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٦٥.
(٤) قرأ علقمة ويحيى والأعمش «ردت» بكسر الراء على نقل حركة الدال المدغمة إلى الراء بعد توهم خلوها من حركتها وهى لغة بنى ضبة على أن قطربا حكى عن العرب نقل حركة العين إلى الفاء فى الصحيح فيقولون : ضرب زيد. ينظر : الدر المصون (٤ / ١٩٥).