ولدليل حذفا معا بلا |
|
خلف ، وكلّ سيرى مفصّلا |
(ش) أجاز الكسائى ـ وحده ـ حذف الفاعل إذا دل عليه دليل ومنع غيره ذلك ؛ لأن كل موضع ادعى فيه الحذف فالإضمار فيه ممكن ، فلا ضرورة تحوج إلى الحذف.
فمن المواضع التى توهم الحذف : قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ) [يوسف : ٣٥] وقوله ـ تعالى ـ : (وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ) [إبراهيم : ٤٥]
وقول الشاعر : [من الطويل]
فإن كان لا يرضيك حتّى تردّنى |
|
إلى قطرىّ لا إخالك راضيا (١) |
فتقدير الأول : ثم بدا لهم البداء.
وتقدير الثانى : وتبين لكم العلم.
وتقدير الثالث : فإن كان لا يرضيك ما تشاهد منى. فهذا كله من إضمار ما دل عليه مقال أو حال.
وكذلك قولهم : «إذا كان غدا فإيتنى» ؛ أى : إذا كان غدا ما أنا عليه الآن فإيتنى.
والكسائى يرى أن هذا حذف.
وأما حذف الفعل وفاعله معا لدليل يدل عليهما ـ فلا خلاف فى جوازه وذلك كثير.
كقوله ـ تعالى ـ : (بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ) [البقرة : ١٣٥] أى : نتبع ملة إبراهيم.
وقوله ـ تعالى ـ : (بَلى قادِرِينَ) [القيامة : ٤] أى : بلى نجمعها قادرين. والله أعلم.
__________________
(١) البيت لسوار بن المضرب فى شرح التصريح ١ / ٢٧٢ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٤٥١ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٢ / ٩٠ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٤٧٩ ، والخصائص ٢ / ٤٣٣ ، وشرح الأشمونى ١ / ١٦٩ ، وشرح المفصل ١ / ٨٠ ، والمحتسب ٢ / ١٩٢.