الثانى : إخبار
العرب عن المستعمل ذلك الاستعمال بـ «مثل» كقول الشاعر : [من الطويل]
تبكّى على زيد
ولا زيد مثله
|
|
بريء من
الحمّى سليم الجوانح
|
فلو كانت إضافة
«مثل» منوية لكان التقدير : ولا مثل زيد مثله ؛ وذلك فاسد.
وأما القول
الثانى فضعفه بين ؛ لأنه يستلزم ألا يستعمل هذا الاستعمال إلا علم مشترك فيه كـ «زيد».
وليس ذلك لازما
لقولهم : «لا بصرة لكم» ، و «لا قريش بعد اليوم».
ولقول النبى ـ عليهالسلام ـ : «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده» .
وإنما الوجه فى
هذا الاستعمال أن يكون على قصد : لا شيء يصدق عليه هذا الاسم كصدقه على المشهور به
؛ فضمن العلم هذا المعنى ، وجرد لفظه مما ينافى ذلك.
وإذا دخلت همزة
الاستفهام على «لا» فحكمها مع ما وليها حكمها معه عارية من الهمزة نحو قولك : «ألا
حلم لك»؟ و «ألا صديق لزيد»؟.
وإن عطفت على
ما وليها جاز فى المعطوف والمعطوف عليه مع الهمزة ما جاز مع التجرد.
هذا إذا لم
يقصد العرض.
فإن كان العرض
مقصودا بـ «ألا» اختصت بالفعل ، ووجب إضمار فعل إن لم يكن
__________________