فإن لم يكن الوصف مسبوقا باستفهام ولا نفى ـ ضعف عند سيبويه (١) إجراؤه مجرى المسبوق بأحدهما ولم يمتنع ، وأجاز الأخفش والكوفيون ذلك دون ضعف.
ومن شواهد استعمال ذلك قول بعض الطائيين : [من الطويل]
خبير بنو لهب فلا تك ملغيا |
|
مقالة لهبى إذا الطّير مرّت (٢) |
(ص)
ومفردا أو جملة يأتى الخبر |
|
أو ظرفا او حرفا وما به يجرّ |
وخبرا بمبتدا ، أو بابتدا |
|
أو بهما ارفع ، والمقدّم اعضدا |
وقال أهل الكوفة : الجزآن قد |
|
ترافعا ، وذا ضعيف المستند |
(ش) إفراد الخبر هو الأصل نحو : «زيد قائم» ، ويكون جملة ، وظرفا ، وجارّا ومجرورا. نحو : «زيد قام أبوه» و «عمرو غلامه منطلق» ، و «خالد خلفك» ، و «السّفر غدا» ، و «الحمد لله».
وقد تقدم تنبيه على أن المبتدأ مرفوع بالابتداء إذ قلت :
المبتدا مرفوع معنى ...
إذ ليس مع المبتدأ معنى إلا الابتداء ، وأما الخبر : فرافعه المبتدأ ـ وحده ـ أو الابتداء ـ وحده ـ أو المبتدأ والابتداء معا.
هذه الثلاثة أقوال البصريين ، والأول قول سيبويه ، وهو الصحيح ، والاستدلال على صحته وضعف ما سواه يفتقر إلى بسط ، وهو أليق بشرح كتابى الكبير ؛ فمن أحب الوقوف عليه فليسارع إليه (٣).
__________________
(١) قال فى الكتاب : وزعم الخليل رحمهالله أنه يستقبح أن يقول : قائم زيد ، وذاك إذا لم تجعل قائما مقدما مبنيا على المبتدأ. ينظر الكتاب ٢ / ١٢٧.
(٢) البيت فى تخليص الشواهد ص ١٨٢ ، وشرح التصريح ١ / ١٥٧ ، والمقاصد النحوية ١ / ٥١٨ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ١٩١ ، والدرر ٢ / ٧ ، وشرح الأشمونى ١ / ٩٠ ، وشرح ابن عقيل ص ١٠٣ ، وشرح عمدة الحافظ ص ١٥٧ ، وشرح قطر الندى ص ٢٧٢ ، وهمع الهوامع ١ / ٩٤.
(٣) قال ابن مالك : ... ومذهب سيبويه أن المبتدأ مرفوع بالابتداء ؛ لأن الخبر مرفوع بالمبتدأ ، صرح بذلك فى مواضع كثيرة منها قوله : «المبتدأ : كل اسم ابتدئ به ليبنى عليه كلام» ثم قال : «فالمبتدأ الأول ، والمعنى عليه ما بعده ، فهو مسند ومسند إليه».
ينظر : شرح التسهيل : ١ / ٢٦٩ ، ٢٧٠ ، ينظر : الكتاب (٢ / ١٢٦).