قال : «الوقف :
قطع الكلمة عمّا بعدها ، وفيه وجوه مختلفة فى الحسن والمحلّ ؛ فالإسكان المجرّد فى
المتحرّك ، والرّوم فى المتحرّك ، وهو أن تأتى بالحركة خفيّة ، وهو فى المفتوح
قليل ، والإشمام فى المضموم ، وهو أن تضمّ الشّفتين بعد الإسكان»
أقول :
قوله «قطع الكلمة عما بعدها» أى : أن تسكت على آخرها قاصدا لذلك مختارا ؛ لجعلها آخر الكلام ، سواء كان
بعدها كلمة أو كانت آخر الكلام ؛ فيدخل فيه الرّوم والإشمام والتضعيف وغير ذلك من
وجوه الوقف ، ولو وقفت عليها ولم تراع أحكام الوقف التى نذكرها كما تقف على آخر
زيد مثلا بالتنوين لكنت واقفا ، لكنك مخطىء فى ترك حكم الوقف ، فالوقف ليس مجرد
إسكان الحرف الأخير وإلا لم يكن الرّوم وقفا ، وكان لفظ من فى من زيد موقوفا عليه
مع وصلك إياه بزيد
قوله «عما بعدها» يوهم أنه لا يكون الوقف على كلمة إلا وبعدها شىء ، ولو قال :
السكوت على آخر الكلمة اختيارا لجعلها آخر الكلام ـ لكان أعم
قوله «وفيه وجوه مختلفة فى الحسن» أى : فى الوقف وجوه ، يعنى بها أنواع أحكام الوقف ، وهى
: الإسكان ، والرّوم ، والإشمام ، والتضعيف ، وقلب التنوين ألفا أو واوا أو ياء ،
وقلب الألف واوا أو ياء أو همزة ، وقلب التاء هاء ، وإلحاق هاء السكت ، وحذف الواو
والياء ، وإبدال الهمزة حرف حركتها ، ونقل الحركة ؛ فإن هذه المذكورات أحكام الوقف
: أى السكوت على آخر الكلمة مختارا ؛ لتمام الكلام ، ونعنى بالحكم ما يوجبه الشىء
؛ فان الوقف فى لغة العرب يوجب أحد هذه الأشياء
قوله «وجوه مختلفة فى الحسن» أى : هذه الوجوه متفاوتة فى الحسن ، فبعضها أحسن من بعض
؛ كما يجىء من أن قلب الألف واوا أو ياء أو همزة ضعيف ، وكذا نقل الحركة والتضعيف
، وقد يتفق وجهان أو أكثر فى الحسن ؛ كالإسكان وقلب تاء التأنيث هاء