قوله «ونحو عمود» فعول يكسر فى القلة على أفعلة كفعيل سواء ، والغالب فى كثرته فعل وفعلان فى غير الناقص الواوى ، كما فى فعيل ، وأما الناقص فبابه أفعال كأفلاء وأعداء ، وجاء فيه فعول قليلا ، نحو فلىّ بضم الفاء وكسرها ، وإنما لم يقولوا فيه فعل بضمتين لما ذكرنا فى باب سماء ورداء ، ولم يجىء أيضا فعلان كفلوان للاستثقال ، وحق باب عدوّ أن يجمع بالواو والنون ، لكنه لما استعمل استعمال الأسماء كسر تكسيرها ، والمؤنث منه فعائل كذنوب (١) وذنائب ، ويجمع على فعل ؛ فصار فعول فى المؤنث مخالفا لفعال وفعيل
__________________
يمدح فيها بلال بن أبى بردة ، وفبل الشاهد قوله :
واجتزن فى ذى نسع ممحّن |
|
تفتنّ طول البلد المفتّن |
وبعده بيت الشاهد ، ثم قوله :
سرين أو عاجوا بلا ملهّن |
|
وخلّطت كلّ دلاث علجن |
يصف قطعه المفاوز على ناقته حتى وصل إلى الممدوح ، وهو بلال بن أبى بردة بن أبى موسى الأشعرى
والنسع : جمع نسعة ، وهى السير بضفر على هيئة أعنة النعال تشد به الرحال ، والممحن : الممدد ، وتفتن : تشق ، والمفتن : الذى على غير جهة واحدة ، والأجنن جمع جنين ، ويروى فى مكانه «الأجبن» بالباء الموحدة من تحت ، وهو جمع جبين ، والملهن : مصدر ميمى بمعنى التلهين ، وهو إعطاء اللهنة ـ كغرفة ـ وهى الزاد يتعلل به قبل الغداء ، ويراد منه هنا الزاد مطلقا ، فهو يعنى أنه يعود بغير صلة. والدلاث ـ بكسر الدال ـ : اللينة الأعطاف ، والعلجن : الناقة المكتنزة اللحم ، وقد استشهد المؤلف بالبيت على أنه جمع جنينا على أجنن شذوذا لأن أفعل إنما يجمع عليه فعيل وشبهه إذا كان مؤنثا نحو ذراع وأذرع وعناق وأعنق ويمين وأيمن ، وكذلك هو فى الرواية التى أخبرناك خبرها ؛ إذ الجبين ليس مؤنثا حتى يجمع على أجبن
(١) الذنوب : الحظ والنصيب. قال تعالى : (فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ