واجتمع إليه وجوه قبائل الكوفة فقالوا إنا قد امتحنا أهل مصرنا فوجدناهم سامعين مطيعين وهم زهاء ثلاثين ألف رجل فقم بنا إلى سيدنا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى نبايعه بيعة مجددة ونخرج بين يديه ولا ندع ابن هند يعبر علينا وقوائم سيوفنا في أيدينا.
فجاؤوا إلى الحسن عليهالسلام فخاطبوه بما يطول شرحه فقال لهم والله ما تريدون إلا انقطاع الحبل بي حتى تريحوا معاوية مني ولئن خرجت معكم بالله حتى أبرز عن هذا المصر ليرغبنكم وليدبر على رجل منكم يرغبه في قتلي بالمال الكثير ويسأله اغتيالي بطعنة أو ضربة فيضربني ضربة يجرحني بها ولا يصل إلي.
قالوا بأجمعهم تالله يا أبن رسول الله لا تقل هذا فنقتل أنفسنا وقد قلدناك دمنا.
فقال أبرزوا إلى المدائن حتى تنظروا فبرزوا وساروا حتى وردوا المدائن فعسكر بها في ليلة مقمرة وقد كان معاوية كاتب يزيد بن سنان البجلي ابن أخي جرير بن عبد الله البجلي لعنه الله وبذل له مالا على اغتيال الحسن وقتله فأخذ له سيفا وأحتمل تحت أثوابه وتوجه نحو الحسن عليهالسلام فخاف على نفسه فرجع فرمى السيف وأخذ الرمح معه فضاق به صدره فرده خوفا وأخذ حربة مرهفة وأقبل يتوكأ عليها حتى انتهى إلى الفسطاط المضروب للحسن بن علي عليهماالسلام فوقف غير بعيد ونظر إليه ساجدا وراكعا والناس نيام فرمى بالحربة فأثبتها فيه وولى هاربا فتمم صلاته والحربة تهتز في بدنه ثم انتقل من صلاته ونبه من حوله وصاحوا الناس فجاؤوا حتى نظروا إلى الحربة تهتز في بدنه فقال لهم هل أنا يا أهل الكوفة أخبرتكم ما تفعلونه وكذبتموني وأخذ الحربة وصاح بالرحيل وانكفأ من المدائن جريحا.
وكان له بالكوفة خطبا وخطابا كثيرا يسب فيه أهل الكوفة ويلعنهم وقال لهم أن يزيد بن سنان ابن أخي جرير بن عبد الله البجلي رماني بحربة فاطلبوه فخرج من الكوفة وسلم ولحق بمعاوية ورحل الحسن عليهالسلام من الكوفة وسلم الأمر إلى معاوية وقلدها معاوية إلى زياد لعنه الله فكان هذا من دلائله عليهالسلام. (١)
وأورد السيد هاشم البحراني (٢) في السند كما يلي : الخصيبي عن محمد بن علي بن
__________________
(١) الخصيبي ، الحسين بن حمدان ، الهداية الكبرى ، مؤسسة البلاغ بيروت ١٩٩١ م ، ص ٣٦١.
(٢) البحراني ، مدينة المعاجز ج ٣ ص ٤٠٢.