وفي الطبقات الكبرى : عن أبي جعفر قال : مكث الناس يبكون على حسن بن علي سبعا ما تقوم الاسواق. (١)
وعن عبد الله بن عروة بن الزبير قال : رأيت عبد الله بن الزبير قعد إلى الحسن بن علي في غداة من الشتاء باردة ، قال : فوالله ما قام حتى تفسخ جبينه عرقا!. قال : فغاظني ذلك فقمت إليه فقلت : يا عم. قال : ما تشاء؟ قلت : رأيتك قعدت إلى الحسن بن علي فما قمت من عنده حتى تفسخ جبينك عرقا! قال : يا ابن أخي انه ابن فاطمة لا والله ما قامت النساء عن مثله. (٢)
وفيه يقول النجاشي الشاعر وكان من شيعة علي ، يرثيه عند وفاته :
لم يُسْبِلِ السترُ على مثله |
|
في الأرض من حافٍ ومن ناعل (٣) |
وقيل للحسن : فيك عظمة ، فقال عليهالسلام : بل فيَّ عزة قال الله : «ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين». (٤)
قال محمد بن اسحاق : ما بلغ احد من الشرف بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ما بلغ الحسن بن علي. كان يبسط له على باب داره فاذا خرج وجلس انقطع الطريق فما يمر احد من خلق الله الا جلس اجلالا له فاذ اعلم قام ودخل بيته فيمر الناس. ونزل عن راحلته في طريق مكة فمشى فما من خلق الله احد الا نزل ومشى حتى سعد بن ابي وقاص فقد نزل ومشى الى جنبه. (٥)
وقال معاوية لعبد الله بن الزبير سنة ٤٤ حين زار المدينة الا ترى الحسن زارني مرة واحدة ... قال ان مع الحسن ماة الف سيف لو شاء ضربك بها.
قال محمد بن سعد : أخبرنا علي بن محمد ، عن محمد بن عمر العبدي ، عن أبي سعيد : إن معاوية قال لرجل من أهل المدينة من قريش : أخبرني عن الحسن بن علي. قال : يا أمير المؤمنين ، إذا صلى الغداة جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس ، ثم يساند
__________________
(١) ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، القسم الناقص ١ ص ٣٥٢. والحاكم ، المستدرك ، ج ٣ ص ١٨٩.
(٢) المزي ، تهذيب الكمال : ج ٦ ص ٢٣٣. وابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج ١٤ ص ٦٩ ٧٠.
(٣) المسعودي ، مروج الذهب ، ج ٢ ص ٤٢٨.
(٤) المجلسي ، بحار الانوار ، ج ٤٣ ص ٢٥١.
(٥) المجلسي ، بحار الانوار ، ج ٤٣ ص ٢٥٤ نقل عن المناقب.