ليس عليك بأس يا أمير المؤمنين. (١)
وقال ابن كثير : (وروى ابن جرير (٢) أن معاوية جعل يغرغر بالموت وهو يقول : إن يومي بك يا حجر بن عدي لطويل ، قالها ثلاثاً). (٣)
وقال ابن اعثم : وكان (معاوية) في مرضه يرى أشياء لا تسره حتى كأنَّه ليهذي هذيان المُدنَف وهو يقول : اسقوني اسقوني! فكان يشرب الماء الكثير فلا يروى. وكان ربما غشي علهي اليوم واليومين ، فإذا أفاق من غشوته ينادي بأعلى صوته : ما لي وما لك يا حجر بن عدي! ما لي وما لك يا عمرو بن الحمق! ما لي وما لك يا بن أبي طالب! (٤)
مضافا الى ذلك اهم المضاعفات لمرض اللقوة وهو النفث لعدم قدرته على اطباق فمه كليا.
روى الطبري قال حدثني الحارث قال حدثنا محمد بن سعد قال حدثنا أبو عبيدة عن أبي يعقوب الثقفي عن عبد الملك بن عمير قال لما ثقل معاوية ... قال وكان به النفاثات فمات من يومه ذلك. (٥)
قال ابن منظور : النَّفْثُ : أَقلُّ من التَّفْل ، لأَن التفل لا يكون إِلَّا معه شيء من الريق ؛ والنفثُ : شبيه بالنفخ ؛ وقيل : هو التفل بعينه. (٦)
أقول : المناسب لمرض اللقوة هو ان يكون النفث هو التفل بعينه.
وهكذا تتضح حالة معاوية التي لا يحسد عليها منذ اصابته اللقوة (الشلل النصفي في وجهه) واستمرت تلاحقه خمس سنوات اقضت عليه مضجعه :
ـ عدم قدرة على اغماض احد عينيه.
__________________
(١) ابن سعد ، الطبقات ج ٤ ص ١١٢. ومعنى سَبَرَتْ ، صارت ذات قعر تحتاج إلى معرفة عمقها بالمسبار. (سبر الجرح بالمسبار : قاس مقدار قعره بالحديدة أو بغيرها). (أساس البلاغة ص ٦٢٦).
(٢) الطبري ، التاريخ ج ٤ ص ١٩١.
(٣) ابن كثير البداية والنهاية ج ٨ ص ٥٨.
(٤) الكوفي ابن اعثم ، الفتوح ج ٤ ص ٣٤٢ ـ ٣٤٩.
(٥) الطبري ، تاريخ الطبري ج ٤ ص ٢٤١.
(٦) الطبري ، تاريخ الطبري ج ٤ ص ٢٤١.