هريرة من أرضهما ، فجعل سعد يكلم حسينا يقول : الله ، الله ، فلم يزل بحسين حتى ترك ما كان يريد. (١)
أقول :
ونستفيد من الروايات الآنفة الذكر ان الموقف السلبي من بني أمية بقيادة مروان ومنع دفن الحسن عليهالسلام عند جده وهي غرفة امه السيدة فاطمة عليهاالسلام لم يكن بعيدا عن مشورة معاوية ورضاه وبخاصة وقد ابرد مروان إليه يخبره بالخبر ولابد انه ابرد إليه بالموقف ، بل الموقف صريحا منه في رواية الزبير بن بكار.
ونستفيد أيضا :
ان الحسين عليهالسلام وبني هاشم لم يعدلوا عن دفن الحسن عليهالسلام في غرفة امه الصديقة عليهاالسلام عند جده لضعف منهم فقد كان معهم احلافهم في حلف الفضول وهم بنو المطلب وتيم وزهرة وأسد وبنو جعونة بن شعوب من بني ليث. (٢) ولكنها وصية الامام الحسن عليهالسلام
__________________
(١) ترجمة الامام الحسن من طبقات ابن سعد ص ٨٧.
(٢) أقول : فان تيما رهط الخليفة أبي بكر ، واسدا رهط عبد الله بن الزبير وقد حضر وحضرت اسد كلها كما روى ابن سعد في طبقاته (انظر ترجمة الإمام الحسن من الطبقات ص ٨٧) وعاتب معاوية بعد ذلك ابن الزبير : قال وحضرت مع حسين بن علي ذلك اليوم؟ فقال : حضرت للحلف الذي تعلم دُعيت به فأجبت فسكت معاوية. وزهرة رهط سعد بن أبي وقاص والمسور بن مخرمة وقد حضرا فيمن حضر ، مضافا إلى حضور جعونة وبني المطلب. أقول : ومن الغريب ان تضم السيدة عائشة صوتها إلى بني أمية في منع دفن الحسن عليهالسلام عند جده النبي وغرفة امه فاطمة فقد روى ابن سعد ٣ / ٣٩٣ ط الخانجي بمصر بسنده عن عباد ابن عبد الله بن الزبير قال : سمعت عائشة تقول يومئذ : هذا الأمر لا يكون أبداً ، يدفن ببقيع الفرقد ولا يكون لهم رابعاً ، ورواه مختصر تاريخ مدينة دمشق ٧ / ٤٥. والذهبي في سير أعلام النبلاء ترجمة الأمام الحسن عليهالسلام ج ٣ ص ٢٧٦. واليعقوبي ، تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٢٢٥ وابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ج ٤ ص ٧٥ وج ١٦ ص ٥١ وسبط ابن الجوزي ، تذكرة الخواص ص ٢١٣ وأبي الفداء ، المختصر في اخبار البشر ـ تاريخ أبي الفداء ، دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت ، ج ١ ص ١٨٣ والاصفهاني ، مقاتل الطالبيين ص ٤٩ ، وأحمد بن محمد لسان الدين ابن الشِّحْنَة الثقفي ، روضة المناظر في علم الأوائل والأواخر ، (ت ٨٨٢ هـ) ، والمفيد ، الإرشاد ص ١٨ و ١٩. اما الجواب على قول السيدة عائشة «والله إنه لبيتي أعطانيه رسول الله» (ترجمة الامام الحسن لابن سعد تحقيق الطباطبائي ص ٩٢) : فنحيل القارئ الكريم إلى دراسة الباحث العلامة الشيخ محمد علي برو ن حول مدفن النبي صلىاللهعليهوآله وحجرة عائشة ، حيث اثبت فيها ان النبي قد دفن في حجرة الصديقة فاطمة عليهاالسلام.