فيفطر ، فثبت مكانه حتى صلّوا العشاء الآخرة ، فقلت : لعله يفطر بعد العشاء الآخرة ، فثبت مكانه حتى صلّى الفجر ثم جلس ، فغلبته عيناه فانتبه وقال : اللهمّ إني أعوذ بك من عين نوّامة ، ومن بطن لا يشبع ، فقلت : حسبي ما عاينت منه فرجعت.
وكان أويس يقول : هذه ليلة الركوع فيحيي الليل كله في ركعة ، ويقول : هذه ليلة السجود فيحيي الليل كله في سجدة.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ (١) ، حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد ، حدّثنا الحسن بن محمد ، حدّثنا عبيد الله بن عبد الكريم ، حدّثنا سعيد بن أسد بن موسى ، حدّثنا ضمرة بن ربيعة ، عن أصبغ بن زيد ، قال : كان أويس القرني إذا أمسى يقول : هذه ليلة الركوع ، فيركع حتى يصبح ، وكان يقول إذا أمسى هذه ليلة السجود ، فيسجد حتى يصبح. وكان إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضل من الطعام والثياب (٢) ثم يقول : اللهم من مات جوعا فلا تؤاخذني به ، ومن مات عريانا فلا تؤاخذني به.
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السّنجي ، أنا عبد الكريم بن عبد الرزاق الحسناباذي ، أنا منصور بن الحسين بن علي الكاتب ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، حدّثنا عبد الصمد بن يزيد قال : سمعت رافع بن حفص الهذلي يقول : كان أويس القرني إذا جنّه الليل يقول : اللهمّ إنّي أبرأ إليك من كل كبد جائعة ، ومن كل بدن عار (٣) ، اللهم إنّي لا أملك إلّا ما ترى.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس السّيّاري ، حدّثنا عبد الله بن علي الغزال ، حدّثنا علي بن الحسن بن سفيان ، حدّثنا عبد الله بن المبارك ، أنا يزيد بن يزيد البكري ، قال : قال أويس القرني : كن في أمر الله كأنك فقدت (٤) الناس كلهم.
قال : وأنا عبد الله بن المبارك ، أنا سفيان الثوري ، قال : كان لأويس القرني رداء إذا جلس مسّ الأرض ، وكان يقول : اللهم إني أعتذر إليك من كل كبد جائعة ، وجسد عار (٥) ،
__________________
(١) حلية الأولياء ٢ / ٨٧ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٣٠.
(٢) السير : والشراب.
(٣ و ٥) بالأصل «فقلت» وفي م : «قتلت» ولعل الصواب ما أثبت.
(٤) بالأصل وم : عاري.