المؤمنين. أنا استغفر لك وأنت عمر بن الخطاب وأنت أمير المؤمنين وانت من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «خير التابعين أوس القرني ، ومن علامته أن يكون به بياض فيدعو الله فيذهبه عنه إلّا مثل موضع الدرهم بكشحه تركه الله تذكرة له ، فإذا لقيته فسله يستغفر لك يا عمر» قال : فدعا الله لعمر واستغفر له ثم مضى لوجهه [٢٤٥٠].
فلما كان العام المقبل حجّ عمر بن الخطاب قال : وحج ذلك الفتى الذي كان يؤذيه ، فنادى عمر : من هاهنا من أهل الكوفة ، من هاهنا من مراد ، من هاهنا من قرن ، فقال الفتى : أنا يا أمير المؤمنين ، قال : تعرف خليلي أتعرف أخي؟ قال : من هو يا أمير المؤمنين؟ قال : أويس القرني ، قال : ثم حدّث الناس بحديثه. فلما انصرف الفتى لم يكن له همّه حين وضع رحله إلى أن أتى أوسا فخرّ عليه يبكي ويسأله يدعو الله له ، فقال : ما لك؟ ما قصتك؟ ما دعاك إلى هذا؟ فأخبره بقول عمر بن الخطاب ، قال : يغفر الله لأمير المؤمنين.
قال : فغزا غزوة أذربيجان فمات ، قال : فتنافس أصحابه في حفر قبره ، قال : فحفروا فإذا بصخرة محفورة ملحودة. قال : وتنافسوا في كفنه قال : فنظروا فإذا في عيبته ثياب ليس مما ينسج بنو آدم ، قال : فكفنوه في تلك الثياب ودفنوه في ذلك القبر.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي ، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا عبيد الله بن أحمد بن علي الصّيدلاني ، حدّثنا محمد بن مخلد بن حفص (١) ، حدّثنا إبراهيم بن راشد ، حدّثنا الحسن بن عمرو السّدوسي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن بديل ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيّب ، عن عمر أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «يا عمر يكون في أمّتي رجل يقال له أويس» هذا مختصر [٢٤٥١].
وقد أخبرناه بتمامه أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد ، حدّثنا الهيثم بن خلف ، حدّثنا إبراهيم بن راشد ، حدّثني الحسن بن عمرو السّدوسي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن بديل بن ميسرة (٢) العقيلي ،
__________________
(١) ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٢٥٦.
(٢) بالأصل «مسيرة» خطأ والصواب عن م.